.
.
.
.
بالأمس كانت أمي في زيارة..
استقبلتها سيدة الدار بكل حفاوة..
ومن بين أحاديثهم المدارة..
غريبة يا أم قتادة..
لست بحلتك المعتادة..!!
فتضحك أم قتادة..
هذا لأن اليوم ليس الأحد يا جارة..!!
،،،،،،،،
بعد انتقال جارتنا أم قتادة، ابتكرت عادة في حييها الجديد، يوم الأحد من كل أسبوع تدعو نساء الحي لحضور درس ديني قصير وبسيط تقيمه في منزلها.
إلى هنا وكل شيء بنظري رائع.
جلسة ذكر بعيدة عن "الحش"
واجتماع يختلف عن غالبية التجمعات النسائية من حيث المضمون والهدف.
لكن، ما أثار عجبي، طقوس أم قتادة التي تغلبت على القصد من التجمع..
فالجلابية هي الزي الرسمي لها ولبناتها في يوم الأحد فقط..!!
و "الديكور" الشعبي من أساسيات جلسة الأحد..!!
ولا ترتضي لذلك بديلاً..!!
نساء الحي أصبح نقاشهن حول لون جلابية أم قتادة، وتشوقهن لرؤية ما سترتديه الأسبوع القادم..!!
،،،،،،،،،،
أم قتادة مثال بسيط يوضح لنا مدى مبالغتنا في الاهتمام بالشكليات، والتي تستولي بالنهاية على مساحة عظيمة من الذاكرة، ليصبح المظهر فيما بعد هو المتداول بين الناس، ويتلاشى الهدف المُبتغى..!!
.
على صعيد آخر، يحضرني موقف حصل لي في الصيف الماضي.
تعاقدت مع منشأة تعليمية على استلام إشراف فقرة الأنشطة خلال البرنامج الصيفي.
وفي أول اجتماع لعرض الخطة، فتحت معي المسؤولة قضية "الديكور" وكيف هي تصوراتها وتخيلاتها عن شكل القاعة الخاصة بالنشاط..!!
استغربت..!
أليست الأولوية في النقاش ما سيُقدم على خشبة المسرح ، وعن نوعية الفئة المُسجِّلة في البرنامج ، ومدى توافق ما سيُطرح مع أعمارهم..؟!
لكن الأولوية التي كنت أراها، لم تُناقش إلا قبل افتتاح البرنامج بيومين..!! >>ونعم التخطيط..!!
الأهم عند البعض قوة الشكل الخارجي وما يحويه من بهرجة وزركشة ، بغض النظر عن مستوى المضمون..!!
.
.
واقعنا بأحداثه مليء بمن انتهجوا منهج القوة الخارجية متساهلين بالقوة الداخلية..
تلفت وقِس........
- على أرفف المكتبات، عناوين برّاقة، عبارة "الأكثر مبيعاً" تجر عقلك قبل يديك...
لتُصدم بركاكة المكتوب..!!
- إعلانات تجارية، تشدك حتى وإن لم تكن بحاجة ملحة للمنتج المعروض..
تقتنيه.....
فتبدأ بترويج دعاية ضده..!!
و بتعدد الأمثلة..............
ستكتشف أن " أساليب الجذب الخارجية مهما تمتعت بالقوة، إلا أنها ستسقط تلقائياً إذا لاقت هشاشة داخلية"
.
.
ثق أولاً بقوة خطتك.. هدفك.. رسالتك ............
لتبدأ بعد ذلك بالتفكير بقوة التقديم والتفنن في الإخراج الجذاب.. حتى تتقي الفشل..
.
.
ختاماً..
لا عيب في جلابية أم قتادة، العيب كان في طرق الجذب الداخلية المتمثلة بأسلوب طرح الدرس، التي لم تُدعم بقوة تماثل دعم المظهر الخارجي.
.
.
.
>> خارج النص...
سؤال له علاقة شرعية بما كُتب أعلاه
عند إدراجك موضوع، هل تحاول الموافقة بين مستوى المطروح وبين العنوان المُختار..؟؟
أو تفضل أن يستولي العنوان على الجاذبية الأكبر..؟؟ ^_^
.
.