مقولة البعض ( لن أتقيد بالزواج ) هل هي مقولة صادقة منبعها العقل والقلب معاَ في عالمنا اليوم أم انها مجرد لغو نلغو به في مجالسنا الخاصة جداً 00 شخصياً أجد تلك الكلمة من سقط المتاع فهي تعكس الرؤية الضيقة لحجر الزاوية ولا تمنحنا سوى قناع من أقنعة المكابرة مرده التردد وعدم الثقة في المواءمة مابين الذات والآخر ؟؟ وكلمة القيد نفسها خاطئة وخطيئتها تتجسد في جمودها وضبابيتها فهي كلمة غير واعدة بمستقبل حافل بالحيوية والنشاط بل انها تمنحك ( الرعب) لمجرد سماعها وكذلك مقولة القفص الذهبي فالقفص لن يمنحك السرور والحبور أياً كان صنعه ولعلك تبيع ذلك القفص بثمن بخس نظير حريتك الطبيعية في هذه الحياة 00ان الزواج مطلب من مطالب هذه الحياة وهو يجسد الحب والعشرة والألفة مابين جنسين متماثلين في الذات متفرقين في الصفات ولعل ذلك التباين هو لذة نتفيئ ظلاله كلما بحثنا عما ينقصنا فنجده لدى من أحببناه حباً جماً ذلك الحب ليس بوقود مستنفذ بل هو وقود فعال في ربط القلوب بعضها ببعض مما يجعله يمنحنا انطلاقة مشتركة في بناء المجتمع الخير ولا يتأتى ذلك الا بمفهوم يدعمه التباين لأنه الجسر الطبيعي الى إشباع الروح 00الخلافات الزوجية أسموها الأولين بملح الطعام للحياة الزوجية شريطة ان لا تتعدى حدتها الى كره وبغض وانتقام وذلك ناتج عن عجز الطرفين عن حل المعادلة الزوجية ( التباين ) فالكل يريد ان يثبت صحة نظريته على حساب الآخر 00بينما الحل عند العارفين سهلة لا تحتاج الى ذلك التعقيد فكم من أمي لا يعرف الكتابة ولا القراءة منح تلك المعادلة أحلى الكلمات لشريكة حياته فأوجد للمعضلة الأزلية قاعدة اسمها ( التسامح ) ولعل الذين يرفضون ( القيد ) يفكرون جلياً بما يفك ذلك القيد ولن ينفك الا بالزواج 00نعم ان الذين ينظرون للزواج بتلك العدوانية هم أنفسهم مقيدون بعقدة ( الخوف ) ذلك الوهم الذي يصور لنا الزواج بأنه نهاية الطريق ؟؟؟ بينما الزواج هو حرية يصفق لها المجتمع كل المجتمع بأيدي من حديد كلما لمحوها في الأفق ؟؟