بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك عدة أسباب لألم الصدر لذا يجب على الطبيب المعالج عدم التسرع في تشخيص الحالة
دون التعمق في تحليل قصة المرض ثم الفحص السريري الدقيق .
ومن ثم تتحدد نوعية الفحوصات المخبرية والفحوصات الدقيقة
التي تساعد على تشخيص الحالة لتحليل قصة المرض فإنه يتم السؤال عن
صفة الألم مكانه والى أين يمتد ؟ متى بدأ ؟ مدته ؟ وكيف بدأ ؟ كيف أنتهى ؟
وماهى العوامل المساعدة على حدوثه والعوامل المخففة له .
فألم الصدر الناتج عن تضيق شرايين القلب ونقص التروية لعضلة القلب
توصف من قبل المريض بثقل في الصدر أو حشرة في الصدر أو حرقان في الصدر
أو ضغط في منتصف الصدر في منطقة لايمكن تحديد مركزها بأصبعه .
أما الألم الناتج من العضلات والمفاصل فعادة يوصف
بأنه ألم .!
أما ألم التهاب الغشاء الجنبي الرئوي وألتهاب الغشاء التاموري
فيوصف بطعنة السكين
وهكذا فإن ألم الصدر يختلف في صفاته وأسبابه وأيضاً يختلف من شخص لآخر
حتى وأن كان سبب الألم واحد .
أما أنتشار الألم فله دور في تشخيص الحالة
فألم تضيق شرايين القلب
يبدأ حول عظمة القص ويمتد إلى الرقبة ثم إلى الجزء الداخلي من اليد اليسرى
حتى يصل إلى الأصبع الخنصر وربما أنتقل إلى الجهة اليمنى من الصدر وربما
الى اليد اليمنى وأحياناً يمتد الى الأسنان والفك السفلي .
أما الألام الناتجة عن تمزق الأورطه فإن المريض يصفه
بأنه أشد ألم يعرفه في حياته
ويكون وسط الصدر ويمتد الى الظهر بين عظمتي الكتف وربما يصاحبه
أعراض أنخفاض بضغط الدم .
اما ألم الصدر الناتج من تضيق الشرايين والمؤدي إلى خناق صدري مستقر فإنه
يتشابه مع آلم الخناق الصدري الغير مستقر مع ألم أحتشاء عضلة القلب
يمتد لفترة أطول من 10دقائق
في حين أن الآلام الناتجة من ضلوع ومفاصل وعضلات الصدر تستمر لمدة ساعات
وربما أيام تخف وتزيد في شدتها ولكنها لاتختفي إلا بعد فترة أو بأستعمال الأدوية المسكنة للألم .
وللعوامل المساعدة على حدوث ألم الصدر دور في تشخيص الحالة المسببه لآلام الصدر فألم تضيق
الشرايين ( خناق صدري مستقر ) عادة مايحدث نتيجة للقيام بمجهود أو المشي
خاصة صعود المرتفعات أو الدرج وأيضاً المشي في الجو البارد أو ضد الريح .
وقد يلاحظ بعض المرضى حدوث الألم مع تناول وجبات الطعام مما يخلق التباس بينه وبين
تلك الآلام الناتجة من المرئ والمعدة والأثنى عشر والبنكرياس أو الكبد .
بينما ألم التهاب الغشاء التيموري يخف عندما يجلس المريض
في حين ألم ضلوع الصدر والمفاصل والعضلات تخف بتقليل حركة ذلك الجزء
أو أستخدام الأدوية المسكنة القوية .
بينما آلام المرئ والمعدة والأثنى عشر تخف بأستعمال الأدوية المضادة لحموضة المعدة .
ومما يجدر الأشارة إليه أن هناك تشابه بين ألم تضيق الشرايين ( خناق صدري غير مستقر )
وبين تشنج المرئ في صفة الألم وأنتشاره والعوامل المسببة
( تناول الطعام والعوامل المخففة ( أستعمال علاج النيتروجلسرين الموسع للشرايين )
لذا فإن الطبيب المعالج يلجأ إلى الفحوصات الطبية في حالة تشابه الحالتين .
ومن هذا الأستعراض الموجز يتضح لنا أن آلام الصدر لاتعني دوماً مشكلة بالقلب
وأن هناك عدة أسباب لآلام الصدر ولوجود بعض التشابه والتداخل في أعراض هذه الأسباب
فإنه ينصح في حالة تكرار ألم الصدر خاصة عند كبار السن ومرضى السكر ومرضى ضغط الدم المرتفع
و مرضى أرتفاع الكوليسترول في الدم والمدخنين بمراجعة طبيبه الخاص
أو طبيب أخصائي بأمراض القلب لمحاولة التوصل للتشخيص الصحيح المسبب لألام الصدر
بأستخدام الأمكانيات الإكلينيكية والتشخيصية اللازمة لذلك
نادي أبتسامة الطبي