الفوبيا الاجتماعية تصيب الرجال أكثر من النساء في السعودية
الرعشة وسرعة ضربات القلب من أعراضها
الشباب في سن العشرين أكثر الفئات تعرضاً للفوبيا الاجتماعية
جدة: نجلاء الحربيكشف استشاري الطب النفسي بمستشفى الصحة النفسية بجدة الدكتور عدنان عاشور أن إصابة الرجال في السعودية بالفوبيا الاجتماعية. أو ما يعرف بالرهاب الاجتماعي أعلى من السيدات ، مشيرا إلى أن ممن يترددون عليه في العيادة النفسية من يطلب العلاج النفسي من هذا النوع من الأمراض، فهناك أشخاص لا يستطيعون المشاركة في المناسبات الاجتماعية كالافراح والعزاء. وقد يكون المريض إمام مسجد يشعر بالارتباك والخوف وسرعة ضربات قلبة أثناء القراءة.
وأضاف الدكتور عاشور "توجد مظاهر شديدة لهذا المرض . قد تصل إلى عدم الخروج من البيت أو حتى القدرة على المخالطة الخفيفة بشخص قريب، مشيرا إلى أن أغلب المراحل العمرية التي تصيب الرجال بالفوبيا الاجتماعية في سن الشباب بعمر 20 سنة.
وتقول ريم عسيري (طالبة بجامعة الملك عبد العزيز) "خوفي من مشاهدة البحر يشعرني بالتوتر الشديد، فقد وقعت لي حادثة في الصغر كادت أن تودي بحياتي . وذلك أثناء السباحة على شاطئ الكورنيش برفقة أسرتي، وكنت حينئذ لا أتجاوز 9 سنوات. مما جعلني أشعر بالخوف الشديد عند مشاهدة البحر ، وعند مشاهدته أدخل بموجة بكاء هستيري وقلق وتوتر".
ولا تختلف قصة خلود البلوي كثيرا عن قصة ريم من ناحية الأعراض التي تشعر بها، تقول خلود "أشعر بالخوف من ركوب الطائرة، وأفضل تحمل مشقة الطريق والسفر لمسافات بعيدة تتجاوز أكثر من عدة كيلوات بالسيارة . بدلا من ركوب الطائرة ".
وأرجعت السبب لما تسمعه وتشاهده في وسائل الإعلام من حوداث الطيران، وتحطمها بين الحين والآخر، وقد كان لذلك دور كبير في زيادة معدلات الخوف لديها، وعند ركوب الطائرة تشعر بسرعة ضربات القلب وازدياد معدلات العرق، والشعور بالدوران أحياناً والذي قد يصل إلى مرحلة الإغماء.
من جهته قال استشاري الطب النفسي ونائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي الدكتور محمد شاووش إن "الفوبيا تعني حالة الخوف أو المخاوف، وقد تتمثل هذه الفوبيا في الخوف من الأماكن العالية ، ومن الظلام، ومن المطر وصوت الرعد، كذلك الخوف من السفر والأماكن الواسعة.
وقال إن أسباب هذا المرض قد تكون سلوكية مبنية على نظرية التعلم، فقد يمر الشخص المصاب بهذا المرض بموقف معين في مرحلة عمرية يحدث لديه نوع من ردة الفعل فيحصل لديه اضطراب فسيولوجي ونفسي، وتترك أثرا في نفس الشخص، فحينما يمر بمواقف مشابهة فتبدأ لديه نوبة الخوف.
وحذر الدكتور شاووش الأشخاص المصابين بهذا المرض من تعزيز الخوف بقضية الهروب من هذه المواقف . حيث هذا يجعل الحالة مرضية مزمنة
وأشار إلى أن كثيرا ممن لديهم هذه المخاوف لا يستطيعون الحديث عنها لسنوات. مما يجعل المشكلة تتزايد في المستقبل، فالاعتراف بالمشكلة والحديث عنها من أهم طرق العلاج.
وأوضح أن هناك طريقتين للعلاج . علاج سلوكي ومعرفي، ويتم العلاج السلوكي بتعريض الشخص للموقف بشكل متدرج أو بطريقة الغمر. حيث يتم تعريضه لهذه المواقف الصعبة مباشرة تحت إشراف طبي.
وأضاف الدكتور شاووش أن من الأسباب التي تؤدي للفوبيا الاجتماعية التنشئة. حيث لا يعطى الطفل حرية الحديث في أغلب الأحيان. مما ينعكس ذلك عليه في المستقبل . وكذلك من الأسباب انتقاد الأطفال وعدم تركهم لمخالطة الأطفال الأكبر سنا منهم، ومنعهم من الاختلاط مع أصدقائهم الصغار، وهذه التصرفات يمكن أن يكون لها تأثيرات نفسية واجتماعية على الأشخاص في المراحل المتقدمة.