قصة بلا أحداث
صفحاتها شاحبة صفراء كأنا
أقلامي تعشق الألم..حزني منه وحيي فينزّل علي تراتيلا أتلوها
فأدونها...يأتيني برسالات من طبقات سماء أيام مضت وشهور ولّت
وربما أحسبها من عمري لحظات انقضت!
فتأتي حروفي مبتورة اليدين...لا تستطيع مسك خيط البداية
فتتوه عن السطر...ومبتورة الساقين تسير زاحفة للهاوية
تحاول جاهدة أن تواكب الحزن البارد..والهم القارص
والألم العاصف..لتكون نقطة النهاية.
فيزمجر القلم صارخا موبخا الحروف بأن تتوقف عن أنانيتها
ولتستمر بلا نهاية...حتى يتسنى للقلب نفث بعض من سموم
تجرعها..والروح تقدر نفض غبار تراكم لغياب روحها
واختناقها بثاني أوكسيد الهجران!
هنا المنتصف
قمة التدمير وأعلى درجات التحطيم..
أبحث في الصفحات الأولى من ملامح كانت تشبه ماضيي...
بعْثرْتُ السطور
وقلّبْتُ الصفحات
غيرت المعاني
واستبدلْتُ الحروف
اختزلت الضمائر
وشتتْتُ الحركات
فجعلت المرفوع مجرورا مكسورا
والساكن جعلته متعصبا مُشَددا
أما المنصوب
تركته على حاله ليصف الحال
والمفعول به ومعه ولأجله
والتمييز تم لغيه من في الصرف والنحو
فغلبه التشبيه والتشبه.
يااااه
لم أجد ما يُسِرّ أبدا
وجدت بقايا شموع
ظل باهت
رسائل متناثرة لأشواق لم تكن سوى رمادا
لهيبها تلك اللهفة الكاذبة
تتطاير منها شرارات وهمية
وألسنة دخان تعبق برائحة وردة عارية الأوراق
مغرورة بأشواكها.
وما شدّني أكثر حين رأيتني مكومة مركونة في زاوية
أستند على جدار عفن توشح سوادا...ولم تظهر سوى
خيوط عنكبوت نسجت كلمة واحدة خلفي(وحيدة)!
ألا تبا لك يا قلمي
كفاك شغبا وعبثا
فلا تقتحم وحدتي
ولا تبحث عن تساؤلاتي
ولا حتى إجاباتي
فجميعها حملتها الأهات والأنات
وساقتها إلى خاصرتي
فدعها وشأنها..تلتهم ما تبقى من بعضي
حتى تُتْخم
ولتكن خاتمتي.