المساعدات لن تأتي لنا
راشد محمد الفوزان
نحمد الله أولاً أن الكوارث الطبيعية أو غيرها ليس لها صفة الاستمرار أو التكرار لدينا ، ولكن تظل موجودة بين فترة وأخرى، فمن حمى الوادي المتصدع وأنفلونزا الطيور ،ونفوق الإبل، ونفق الدمام، وطريق أبوحديرة، تأتي الآن أزمة " كارثة أمطار جدة " التي حدثت مؤخرا، والتي تعتبر هي الأكثر والأكبر بتاريخ المملكة حسب علمي من عدد وفيات ومفقودين وخسائر مادية بمليارات الريالات ولازال التداعيات مستمرة، ولكن ما لفت انتباهي وبعد أن هدأت حملة النقد وحسابات الخسائر والأضرار التي تمت، وجدت أننا نعيش " لوحدنا " فلم أجد دولة واحدة قدمت المساندة للمملكة في أزمة " كارثة جدة " فلم نجد دولا تقدم العون الطبي أو المساعدة الطبية، أو تقدم خبراتها بمثل هذه الأزمات، أو دعما معنويا، أو أي شيء يوحي لك أن هناك من يقف بجانبك بهذه الأزمة التي تستطيع المملكة تجاوزها حتما بقدرتها المالية وأيضا رجالها وبدعم هائل وكبير من خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لم يتوقف عن الدعم المادي بل استمر حتى محاسبة المقصرين .
لم نجد دولة بأضعف الايمان للتي قدمنا لها مساعدات أن تكون بادرت بتقديم أي عون ومساعدة للمملكة لا طبيا ولا آليا ولا حتى معنويا أو تعازي، ولن أحدد الدول التي قدمت لها المملكة المساعدة ولكن سأذكر العدد طبقا لصندوق التنمية السعودي وهي 75 دولة، هذا عدا الدول التي قد تتعرض لأزمات طارئة لم تتوان المملكة بتقديم كل المساعدة لها ماديا ولوجستيا، سأذكر دولتين فقط حتى نبتعد عن أي حزازيات " عربية " وتفسيرات لا طائل منها، أذكر هنا الولايات المتحدة الأمريكة بكل قوتها الاقتصادية قدمت المملكة مساعدة لها، والجميع يذكر إعصار " كاترينا فقد قامت شركة " أرامكو " ببناء وتشييد مساكن تتجاوز قيمتها 255 مليون دولار أي بقيمة ما يقارب مليار ريال ( سأعود بمقال منفصل لأرامكو ماذا قدمت لنا وقدمت لضحايا كاترينا ) وهي شركة بترول حكومية لا تقرر بدون موافقة الحكومة لدينا، أيضا الصين فقد قامت المملكة ببناء مستشفيات وذكرتها بمقالة منفصلة عن بناء المملكة لمستشفيات بالصين ولمن يريد المزيد من المعلومات عن ماذا نقدم من دعم خارجي عليه زيارة موقع صندوق التنمية السعودي وهذا صندوق واحد، عدا الهبات والمساعدات التي لا تتوقف، وإن أردنا حصر وإحصاء لها فإن ذلك متاح لكل مشكك أو يضع تفسيرات خارج السياق .
المملكة والحمدلله سباقة لدعم الدول الشقيقة والإسلامية والصديقة رغم أن السياسية علمتنا أن " المصالح " هي المنطق الأول لكل ما تقدم، ولن أخوض بموضوع سياسي معروفة نتائجة سلفا، ولكن يجب أن ندرك أن أزمة جدة لم تكشف الخلل الذي أصاب البنية التحتية بجدة أو غيرها، بل أيضا تكشف لك من يقف معك بأوقات الأزمات من دول نعتبرها شقيقة أو صديقة أو إسلامية، فهل نعيد الحسابات أم كأن شيئا لم يكن ؟ خاصة ونحن بأزمة ليست محكا كبيرا كالحروب، وحرب تحرير الكويت ماثلة أمامنا حتى الآن.
-------------------------------------------------------------
التعليق :
وانا اقول اننا لم نسمع من تلك الدول ولا حتى كلمة عزاء بالمتوفين !
مع اننا ولله الحمد نعزيهم بوفيات واصابات اتوبيس نقل عندهم لا يتجاوز الموتى 20 شخصا !
وهذا واجب ليس منه
ولكنه لا يمنع من ان نذكر غيرنا بالواجب حتى يمكن تسميتهم بأهل الواجب ان كانوا له اهلا !