أحيانا تتوقف الكلمات
وتنطلق الدموع والعبرات
بصمت دون حركات
بلا إشارات أو تعبيرات
يكون الـتألم
ليس لحزن أو فقدان أمل
أو مفارقة حبيب أو عزيز
أو فشل بحسرات
ولا لفرحة عارمة
أو تحقيق انتصارات .. في أحلك لحظات
وإنما مع تأكدك من الحقيقة ومجراها
ينادى بضدها وتسمى بمسماها
البراهين تثبت الأولى
ولكنها تساق لتدعم بزيف الثانية
تمارس تحت مظلة الصواب
فإن وافقت أهلها فأنت من الأحباب
وإن كنت غير ذلك فعليك تحمل العتاب والصعاب
فمحك الحقيقة بنظرتهم
حقيقة رسموها بتوجههم ...
لا حقيقة مرتكزة على ركن مكين
رؤى شخصية لصواب تنظيمي يسعى إليه
فإما أن تعد العدة وتعلي الشعار
وإلا فكل ما تقول رغم صحته في الخطأ والزلل سار
صنف يعاديك وآخر يحاول إعادتك إلى الجادة
يكفيك فشلا أن تكون ضد التيار
وثالث ضاع منه الفكر فغيّب الاختيار
قام بالعمل وغيره كفيل باتخاذ القرار ..
ليست المشكلة هنا فحسب
وإنما حراك الحقيقة عجب
هي اليوم معهم ولهم فهي حقيقة
وغدا بمرونة تتنقل وتتغير بيسر وسهولة
لتكون في مجال نفعهم ومصلحتهم
نعم إنه عصر أعليت فيه ثقافة
ثقافة اختلط فيها الحياء بظلام الخجل
والوقاحة تمارس باسم الشفافية
و بذريعة النفع الرخيص
بددت الحشمة وسمات الوقار
لا أدري أهي ثقافة الاختيار
أم ثقافة الواقع والإجبار
أم ثقافة المثالية المتنقلة بلا معيار
ثقافة زعزعت الحقيقة ولونتها
نسجت بحريتها على الحرية أسوار
فهي من حصار إلى انحسار
انطلق وتحدث كيفما شئت
بشرط أن تطبق عمليا عكس ما أسلفت
حريتك مساحة عظيمة في دائرة
مركزها هو محيطها وعليك أن تسير في المدار
حرية قُيدت أم قيود حيرت !!!
أمامك خيارات عدة بمسارات متنوعة لمحطة وصول واحدة
عندما تتأملها بعمق تجدها تقود في نهايتها
إلى سراب الحقيقة المظلم
توهجه لا يكون إلا في عيونهم
يعيدك ذلك إلى بداية الطريق بفرق بسيط
أن اتجاهه في هذه المرة للخلف وبانحدار
نسأل ونتساءل :
أهم على خطأ ؟
أم نحن من يسير عكس التيار ؟