المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دوقلي
إنّ
الأمة الإسلامِ بُلِيَت وأُصيبَت في هذهِ الأزمنة بدعاةٍ على أبوابِ الشرِّ والفساد ، يجُرُّونَ شبابَ الأمةِ وفتياتِها إليها جرّاً ، ويدعونهم إلى مُقارفةِ السوءِ والفحشاءِ سراً وجهراً ، ألوانهم شتّى ، لكنَّ أهدافَهم واحدة ..
وظهرَ من دعاة التغريب ومتَّبعي الأهواء والشهوات مَن يدعو بقوله وفعله إلى وأدِ الفضيلة ونشرِ الرذيلة بتحوُّل النساء من الحجاب والقرار في البيوت إلى السفور والاختلاط بالرجال ، واشتدَّ نعيقُهُم ، وعلا صُراخُهُم وعويلُهم ، مُطالبينَ باحترامِ المرأةِ وتحريرِها ، وإكرامها وتقديرِها ، وهذا حقٌ ؛ لكنْ أريدَ بهِ سوءٌ وشرّ ، وصدقٌ ؛ لكنُّ لُبِّسَ لبوسَ الباطلِ والفساد .
فغضّوا أبصارهم عن حقوقِ المرأةِ الشرعية ، وصمّوا آذانهم عن ظلمِ المرأةِ الحقيقيّ ، وراحوا يطلبونَ لها ما حرَّمَ اللهُ تعالى؛ من تفسُّخٍ وتكشُّفٍ وعُريّ ، تحقيقاً لِرغباتهم ، وطاعةً لأهوائهم وشهواتهِم ، فهم يُريدونها بهيميّة ، ويبغونها شهوانية حيوانية ، فعندهم :
الخنا ليسَ بعيبٍ والرِّبا مثل التجارة ** والتعرِّي من ثيابِ الطُهرِ عنوانُ الطهارة
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } .
ولأن من أمِن العقوبة أساء الأدب ، و مَن وثَّقَ الظهرَ أتقنَ القهرَ .. فقد طالعتنا بعضُ صحُفِ السوء ، صوراً ونماذجَ لِبعضِ الفتياتِ المخدوعاتِ ، وهنّ يرتدينَ زياً رياضياً يُمارِسنَ بهِ لعبةَ كرةِ القدم ، كما ظهرت دعواتٌ هنا وهناك لاختلاطِ الرجالِ بالنساء في الحفلاتِ والمُلتقيات ، في حين ِ أنّ دينَ الإسلام جاءَ لِيُقيمَ مجتمعاَ عفيفاً طاهراً من الفواحشِ والآثام ،
همساتٌ تقولُ بقولِ من كرَّم المرأة : " وقرنَ في بيوتكنَّ ولا تبرّجنَ تبرُّجَ الجاهليةَ الأولى " .. وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ }، وقوله تعالى : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ، وقوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }