تعابير وإيحاءات وأحياناًكلمات تنطق بها العيون ، دون أن إقرار صوتي بذلك ، لأسباب نعرفها وندرك أبعادها ،وأحياناً لا ندري لماذا نحن هكذا ؟! قد يكبلنا الخوف أو الحرص على المكانةالاجتماعية ونظرة المجتمع كما يقولون ، وقد نتعثر بالخجل ، من يحد من حركتنا ويقزّممن بوحنا القلبي ، لأن البعض منا ليس لديه القدرة على احتمال ردة فعل الآخر ، خاصةالسلبية منها ، كما هناك من يتحول الحب عنده إلى حرص وقرب ، قد يصل إلى حد الاختناق، فنجد الخانق – بغير قصد طبعاً _ يفرط في الاهتمام والمخنوق يستجدي لحظة لالتقاطالأنفاس ، ودون أن يشعرا يتحول الحب إلى كراهية أو عدم تقبل ، ويسود الصمت ويخجل كلمنهما من مصارحة الآخر بحقيقة المشاعر التي تسكنه ، فإما يعيش العمر بتراكماتإيجابية وإما سلبية والنتيجة مؤلمة للطرفين .. الأول يمنعه الحب عن المضي بعيداً ،والثاني يقيد الخجل من الحديث أو طلب الانسحاب ويبقى الحال على ما هو عليه .
وفئة منا تُصادر صوت قلبها وعقلها إلى حيز الصمت، وتطلق عنان البوح لعيونها وتصرفاتها وردود أفعالها لتقول أن هذا الشخص يعنيني ولهمودة بعرض السماوات والأرض بدعوى الخجل ورغبته بالاحتفاظ بهذه العواطف لنفسه حتىوإن كان ذاك الشخص هو ابنه ، وهنا الطامة الكبرى حيث القرب يجعل التواصل أكثر وردودالأفعال أسرع ، وترجمة الحب بشكل صامت والحرص الشديد على الآخر ، يسجن من نحب فيمكان لا تدخله شمس التواصل والحوار ، فتتضاءل كمية الضوء التي تقتات عليها نبتةالحب وبالتالي لا تستطيع أن تتم عملية البناء الضوئي أو القلبي وقد تصاب بالجفاف ،والاصفرار فتضعف العلاقة بين الطرفين وكل منهما يخجل أن يواجه الآخر بحقيقة أحاسيسهوفلا يكون الحصاد إلا حصرما .
سبحان الله تسكننا مشاعر كثيرة ولا نصرح بها ، ربما هناكأناسمن الأفضل أن نبتعد عنهم ونحتفظ برأينا وعاطفتنالأنفسنا لنكون في مأمن من شرهم .. ولكن في المقابل كما سبق وذكرت هناك أُناس نحبهمونتمنىصحبتهم لكننا نحجم عن إخبارهم بذلك ، وبهذاالخصوص هناكحديث شريف يقول : عن أنس رضي الله عنه ،أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم : فمر به رجل ، فقال: يا رسول الله إنيلأُحب هذا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أأعلمته ؟ قال : لا ، قال : أعلمه، فلحقه ، فقال : إني أُحبك في الله ، فقال : أَحَبك الذي أحببتني له . رواه أبوداوود .بإسنادٍ صحيح .
أخيراً :
صدقوني هناك من قلوب تستحق أن نترجم لها حبناومودتنا التي أتت هكذا دون قيد أو شرط ، وهنا أعني الأسرة التي من المهم أن يتواصلأفرادها ويتلمسون المودة والرحمة قولا وسلوكاً ، وتتشبع رئاتهم بهواء نقي مشبعالمحبة الأسرية الجميلة..