احتياطي الفرح في العيد
قابلت صديقا منذ الطفولة جمعتني به الصدفة وحدها , بادرته بسؤال بديهي خصوصا وأن العيد على الأبواب :- هل مازال العيد يحرك فيك ساكنا ؟ هل مازال العيد يخرجك من طورك ليضعك في قمقم السعادة التي لاتتمنى الخروج منه رغم محدودية الزمان والمكان ؟ هل مازلت تمارس الإضحاك حتى تستلقي على قفاك مغشيا عليك ؟ هل ( أنت 00أنت ) !! وهل الناس مازالوا لديك هم الناس ؟؟ قال لي :- هل تريد الجواب صدقا أم بشفافية الواقع ؟ قلت كلاهما معا , ضعهما في بوتقة واحدة وهات المفيد في هذا العيد 0 قال وهو يتلفت يمنة ويسرة : - هات يدك الحائرة ودعنا نكمل الحديث سيرا على الأقدام ؟ قال لدي احتياطي الخاص بي من الفرح أذخره لوقت المناسبات !! قلت له والدهشة تحيط بي من جميع الجوانب : - سمعنا باحتياطي ( الذهب ) في البنوك ولم نسمع باحتياطي الفرح في الصدور !! قال ومن قال لك ألا تسمع , فها أنا أسمعك سري الدفين وأبوح لك بمكمن رصيدي الثمين 00 الفرح كنز يٌـنمى بالمشاعر الإيجابية , وكلما أودعنا في تلك المشاعر نضرة تفاؤلية , تمكنا من استرجاعها في وقت الحاجة , أنا وأنت وأمثالنا أصبح الفرح الحقيقي لنا في العطاء والبذل , تبدلت أدوارنا بحكم العمر والزمن والمستجدات الطارئة , والأمر الذي لايريد أن يفهمه الكثير هو ( كيفية التعامل مع المتغيرات ) 0 لم نعد أطفالا , ولكن أصبح لدينا أطفال , تلك المشاعر التي حدثتك عنها لماما يجب أن تصرف لهم بسخاء 00 نخرجها من وحي الأخيلة , ونلبسهم إياها ونحن ممتنين لهم بهذا العبث الطفو لي , الذي يقدمونه أمامنا ,ألا ترى أن الهروب من العيد أصبح ظاهرة ملفتة للنظر, ولو تكلف الأمر وصد الأبواب في وجه الأقارب والأصحاب , وإنفاق المال في شد الرحال , والسبب ضيق الصدور ألم تسمع قول الشاعر :- لعمرك ماضاقت بلادا بأهلها *** ولكن صدور الرجال تضيق ؟؟ نعم لم يعد أحد يلقي بالا لتنمية مشاعر الفرح , وتخزينها في الذاكرة , واسترجاعها عند الحاجة إليها 0
كان صاحبي محقا في جزئياته التي جسدها لي على عجل , كما أنه قدم قاعدة منحته قناعات مثمرة في استجلاب الفرح له ولمن يحيط به من الأهل والأصدقاء 0
العيد مهما أنفقنا عليه من ( أموال ) ومهما ارتحلنا من أجل البحث عن تداعياته , لن يدخل الفرح قسرا في قلوبنا إذا كانت تلك القلوب خارج التغطية لا تتقبل المسامحة والمحبة واحترام الآخرين وإعطاء كل ذي حقا حقه , حري بنا أن نفرح في أعيادنا الإسلامية , فرحا نابعا من رؤى تروض النفوس المتعالية , وتبعث الابتسامة في الشفاه المتحجرة 00 إنه العيد 00 كل عام والجميع بخير ؟؟