إيماءات حب من النافذة
إرهاصات الحب كانت ومازالت هي المؤثر الحقيقي في المشاعر الإنسانية , وأينما وجدت القلوب الفطنة أوجدت أثرها البالغ في النفوس التي تستشف توازنها العاطفي والاجتماعي من تلك الهمسات الندية والندية في آن واحد , ومنذ القدم أشعل الحب حروبا طاحنة وأطفأ أخرى بنفس الوتيرة 00من أجله فقد البعض العقول, وكسب البعض المأمول , الحب نبضات تتعاظم عند ذوي الأحاسيس المرهفة, يحيلونها إلى كينونتها ليستمدوا من إيقاعها أثرة التفرد , أنانية مؤطرة بغلافها الفطري النزعة , أوجبت الغيرة وأخواتها , وجعلت المحب لمن ( أحب مطيع) 0
الحب يتلون بألوان الطيف ؟؟ فهو ( الأعمى ) في قول بشار بن برد : - تعشقتها شمطاء شاب وليدها 000 وللناس فيما يعشقون مذاهب 00 وهو ( الأوفى ) :- الناس تعشق من خال بوجنته 000 فكيف بي وحبيبي كله خال 0
وهو ( الأندى ) في قول جرير :- طرقتك صائدة القلوب وليس ذا 000 وقت الزيارة فارجعي بسلام 0
قد نجد حبا قاتلا , وحبا صامتا , وحبا مشاغبا , وحبا ظالما , ولكننا في كل الأحوال لن نجد حبا ليس له جسدا وروحا يكونان قاعدة واحدة تستند عليها جميع المفاهيم الحسية للحب قوامها الرغبة في الوصال من أجل تكوين منظومة جامحة تتناثر في فضاءات حالمة تمنح أصحابها ذائقة جمالية تتجدد كلما استشرى الهيام في الروح وعبثت الأماني في الخيال 0
إيماءات الحب متعددة المصادر , ولكن أبلغها أثرا أقلها إسرافا , وأبعدها توهجـا , وأصعبها فهما , وأشدها إيلاما , وأجلدها تجاوبا 00 ولعل الذين استشفوا تلك المؤشرات من عل , أكثر تأثرا وتفانيا , أدركوها من جماليات الروح , بٌسطت لهم يد الهوى فلم يلوثوها بخديعة مبيتة , أو قضية يندى لها الجبين , إنه حب حملته الصدور السليمة , والقلوب الرحيمة 0
واقعنا اليوم في مفهوم الحب أصبح مأسويا , نسمع بعمليات الابتزاز , والتشهير , والمجاهرة , والتهديد , وتفاقم الأمر حتى أصبح لزاما التدخل معه لوضع الأمور في نصابها , طامة كبرى أن تختلط الأمور , وترتكب تلك الجرائم المروعة بدواعي ( الحب ) وهنا مكمن الداء الذي يجب أن يعالج معالجة واقعية من قبل المجتمع والتربويين لأنه أصبح المفتاح الذي يلج به السارق إلى المنازل المحصنة 00 نحن أمام صراع أجيال يدعمه الانفتاح الإعلامي , وسوء استخدام شبكة الإنترنت , ووجود شباب عاطلين معطلين همهم الأوحد إيجاد المال واللذة بأي وسيلة كانت 0