السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( المحليات)
النائب الثاني يستقبل مدير الوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية
واس ـ الرياض
بحث صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في مكتبه في الوزارة البارحة، عددا من الأمور ذات الاهتمام المشترك، مع مدير الوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية ليون بانيتا.
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن نايف بن عبد العزيز، المشرف العام على مكتب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الفريق أول عبد الرحمن بن علي الربيعان، وسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة جيمس سميث.
عملية الدبا.. تدمير منصة وصواريخ هاون وكاتيوشا مع مرتزقة إثيوبيين وأفغان وصوماليين تكتيك الضرب في الظلام ينجح مع تعطيش المتسللين
أفراد القوات المسلحة السعودية على الشريط الحدودي
الخوبة: ناصر حبتر، علي العمري
حاولت مجموعة من المتسللين المسلحين التسلل إلى داخل الحدود السعودية فجر أمس بعناصر مختلفة من جنسيات متعددة (إثيوبية وصومالية وأفغانية) وتم القبض عليهم من قبل القوات الخاصة (المظليين) ومصادرة الأسلحة والذخائر بعد تبادل لإطلاق النار. وكانت العملية التي ساند المظليين فيها طائرات القوات البرية (الأباتشي) التي قصفت مواقع متعددة حددت مسبقاً خلف جبل الرميح في قرى أم القبور وأم الدبا والراحة باتجاه وادي خلب، فيما قصفت الطائرات منصة و قذائف من نوع (هاون ، كاتيوشا) تم تدميرها بالكامل بعد رصده يطلق النيران باتجاه القوات السعودية.
ركز الطيران السعودي تسانده المدفعية الأرضية عملياته العسكرية أمس على القرى المتاخمة للشريط الحدودي، والتي سبق أن تم إخلاؤها خلال اليومين الماضيين، بعدما تبين أن بعضا من المتسللين يستفيدون منها مستغلين تنظيمها العشوائي.
وشهد مسرح العمليات أمس عددا من العمليات العسكرية التي امتدت لساعات متأخرة من الليل، فيما كان يسمع دوي القذائف التي توجه صوب بؤر المتسللين إلى جانب تحليق الطائرات في المكان من مسافات بعيدة، وبات واضحا أن القوات السعودية استقرت على تكتيك "الضرب في الظلام" لمقابلة تحرك المتسللين ليلا هروبا من مواجهات النهار.
وأشارت مصادر "الوطن" إلى أن قرار ضرب عدد من الآبار المائية داخل الشريط الحدودي السعودي خلال الأيام الماضية أظهر جدواه، حيث بات يتم القبض يومياً على متسللين في حالة عطش وإعياء.
ونفت المصادر أن يكون مستشفى الخوبة العام سجل أية خسائر مادية أو بشرية في أعقاب ما تردد عن تعرضه لاستهداف من قبل أحد المتسللين، مشيرة إلى أن المستشفى لا يزال يقدم خدماته لرجال القوات المسلحة.
وفيما يسعى رجال القوات المسلحة إلى الحفاظ على التراب الوطني من خلال السيطرة على الشريط الحدودي، لا تزال الأجهزة الأمنية ممثلة في شرطة منطقة جازان ودوريات الأمن والجوازات وأمن الطرق تواصل جهودها للمشاركة في الإيقاع بالمتسللين، في حين وسعت تلك القطاعات انتشارها المكثف على الحدود الإدارية لمحافظة الخوبة والمراكز والقرى المتاخمة.
وإلى جانب نقاط التفتيش التي لا تخلو منها الطرق الممتدة بين الخوبة والعاصمة الإدارية جيزان، تنشط الفرق الأمنية في تمشيط مراكز للمزارع ومناطق سكن وإيواء العمالة والمباني التي لا تزال في طور الإنشاء بحثا عن مختبئين فيها.
المقدم سعيد العمري عندما يهبط الشهيد على الجنة بمظلة
بقلم: إسلام محمود ريشة: مازن الرمال
لا يرى البطل ما يراه الآخرون، وإنما يتمتع بوعي عميق وإدراك دقيق ينبعان من قلب وعزم وإرادة، الهدف لديه أكبر من الحاجة، والرسالة عنده أسمى من الرغبة، الجسد أهون عنده من أي شيء آخر، والروح فيه أغلى من الدنيا بأسرها، تحكمه القيم ويحتكم إليها، البطل هو الكبير الذي ربما ينساه الصغار، فقد يغيب ذكره ولكن أبداً لا تغيب ذكراه.
بعد إعلان استشهاده وخبر لحاقه بشهداء الوطن الأبرار خلال معارك جبل دخان؛ عادت الأنباء لتؤكد عودته سالماً غانماً، ثم عادت الأنباء من جديد.. ولم يعد هو.
إنه الشهيد المقدم مظلي سعيد بن محمد العمري، قائد الكتيبة (85) التابعة لقوات الأمن الخاصة والمظلات بالمنطقة الشمالية الغربية التي نجحت رغم استشهاد قائدها في كشف الكثير من مواقع الحوثيين على طول الخط الحدودي بين المملكة واليمن الشقيق. وكان رفاق السلاح هم أنفسهم من تمكنوا بالأمس من قتل "عنتر" قائد المتسللين المتحصنين بجبل دخان في عملية إنزال ناجحة.
هو سعيد بن محمد العمري، من مواليد محافظة النماص عام 1388، جاء ميلاده في بني عمر بقرية آل الشيخ، وعمل ضابطاً باللواء المظلي التابع للقوات البرية، وقد شارك في حرب تحرير الكويت وفي قوات حفظ السلام بالصومال عام 1993، وكان يُعدُّ من أفضل الكوادر المظلية بالمملكة, وقد أنهى المقدم العمري قبل نحو شهر دورة تدريبية بمجال عمله بفرنسا. وللفقيد الشهيد المقدم سعيد العمري خمس بنات هن شهد 17 سنة – مودة 13 سنة - أسيل 9 سنوات – همس 7 سنوات – شادن ثلاث سنوات بالإضافة للابن خالد 16 سنة.
وربما كان تصور البطولة والشهادة شيئاً وتصويرها شيئاً آخر، وكذلك يقين والد المقدم العمري الشيخ محمد ظافر العمري الذي كان يملأ قلبه؛ فابنه ذهب – كما كان يقول قبل نبأ استشهاد ولده - دفاعاً عن أرض الوطن ولن يعود بغير الغنيمتين النصر أو الشهادة.. وقد عاد بالاثنين.
نجله الوحيد (خالد) والذي يدرس بالصف الأول ثانوي أعرب عن سعادته وهو يسمع باستشهاد والده في ميدان العز والشرف وإن تأثر بفقدانه. شقيق زوجته المقدم ظافر بن عيد العمري يروي ما ذكره بعض زملاء أبي خالد من أنه كان يوصيهم قبل التوجه للمعركة بأن يكونوا على طهارة، وأن يستعدوا للدفاع عن وطنهم، كما قام المقدم سعيد قبل استشهاده بأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً. لتكون الصلاة ثم القتال ثم الشهادة آخر أعمال الشهيد العمري، وليصدق فيه بحق قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
"فالصحاري غمد كل مهند، أبلى فأحسن في العدو بلاء، خُيرت فاخترت المبيت على الطوى، لم تبن جاهاً أو تلم ثراء، إن البطولة أن تموت من الظما، ليس البطولة أن تعب الماء".