سكــــــــــــون ...
يعقبه احساس بالكبت والضغط كقنبلة موقوتة..
وفجأة تنفجر صرخة مدوية بداخلي..
1
حتى تكاد تخنق صوتي وتلهب حنجرتي
تتعالى الصيحات واحدة نلو الاخرى
آآآهات متسارعة متشنجة
أنين متواصل لا ينقطع
يتبعه انهيار دموع غزيرة حارقة
نعم لقد أجهشة بالبكاء كأني لم ابكي يوما
وواصلت البكاء ساعة تقريبا .قبل أن ادرك أني ملقات عل الارض
خلف باب حجرتي الصغيرة الباردة شعرت بجسدي المنهك يرتعش بردا
ولا اكاد أشعر بقدمي المتنملة ويدي التي أمسكت بمقبض الباب تحكم
أغلاقه في وجه العالم بأسره وفي وجهه هو بالدات.
جررت نفيسي جرا الى سريري وارتميت فوقه مجهدة وعانقة وسادتي
فجأة نهضة مسرعة الى الشباك المطل الى الخارج أزحت ستائرة وتطلعت
الى الخارج عبر نوافدة السميكة
لم ألمح أحدا في الشارع كأنب أبحث عن العالم الدي أغلقت الباب في
وجهه خلف زجاج نافدة غرفتي الصعيرة.فتحت الشباك غلى مصراعيه
هب ريح قوي ازاح خصلات شعري المتدلية فوق وجنتي المبتلتين
بالدموع وحرك كل أوراقي المبعثرة هنا وهناك..تخلل الهواء البارد الى
جسدي ايقض في احساسا بالانتعاش برغبة في الطيران الى مافوق تلك
السماء الغائمة أن احلق بعيدا عن هنا فقط الى مالانهاية أن اهرب من
عالم ضيق ألى عالم لا يعرف معالم أو حدود وحواجز ،لا بشر مطبوع
على الشر والخديعة والغدر والهجران..
زفرة زفرة طويلة وأغمضت غيني الحالمتين في الفضاء ثم فتحتهم ونظرت
من حولي من جديد..حقيقة لم أكن أبحث في الخارج سوى عن وجهه
،وجه واحد لا اقل ،صورة شخص صفعني بحقيقة غيرت مجرى سير
الاحداث التي كانت بغاية البهجة والسعادة قبل بضع ساعات
فقط..الى مأساة كبرى قلبت كل من حولي الى صم وبكم ومتسائلين
في صمت وحيرة
اربكتني طوال رحلتي بسيارة الأجرة من قاعة الأفراح إلى
هنا..وضللت أتسائل هل ماحدث كان واقعا أم حلما مزعجا سيزول
بعد أن صفع خدي وأرشه بالماء المثلج .هل حقا قد غادر القاعة بعد
مجئ المدعوين الى حفل الخطوبة وبعد أن رقصت العائلتين وتبادلو التهنئة
وتمنو لنا زواجا سعيدا وذرية صالحة..هل حقا نهضت بعد ان نظرت
الي في حيرة وقلت بصوت مضظرب لا يكاد يسمع جراء الزغاريد
والاغاني وضجيج المدعوين ..لتقول لي "أأأأسف لن أتزوجك لست
قادرا على اخراجك من عالمك الجميل الى عالمي البائس
فأنا لا أستحقك أنت جوهرة نادرة
وجميلة ونقية وأنا لست سوى مخادع
وتذكري بريق عينيك يحييني"..ثم صمتت تتبعت بهلع شفتيك
المتمتمتين بكلام لم أفهمه
،تحجرت ركبتي في مكانهما ولم انهض لأركض خلفك وانت تخرج من
الباب الرئيسي وأمام كل الناس..
وبعد أن التف حولي عشرات الأشخاص ليجدوا جوابا واحدا لدي
نهصت راكضتا الى الخارج لأحبس نفسي الأن هنا..
هل أبكيك في هته اللحظة بالذات أم ابكي على سذتجتي وغبائي كيف
لم أدرك م ن قبل انك لم تحبني وان زواجنا لم يكن سوى مشروع فاشل
بين عائلتين..
كم انت غبي لم تدرك أنك حقا أحببتني بالقدر الذي أحببتك فيه وأكثر.
فجأة لمحتك من بعيد مختبئا خلف عمود النور في أخر الشارع ..ابتسمت حين تدكرت جملة طالما رددتها لي "سأقف طوال حياتي تحت نافذتك فقط لألمح بريق عينيك"