{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}
أما جمال المعنى ، فكن معنا ، ولا تذهب وتدعنا
فمن ذلك جمال البيان ، مثلما أشرقت به شمس القرآن ، أما رأيت حسن هذا الكتاب المقدس ، الذي على الصدق تأسس
تأثير يسافر إلى أعماق الأرواح ، وأسر يشد ما اهتز من الصور والأشباح ، نبأ يقف العاقل متفكرا ، وخبر يجعل الإنسان متذكرا ، حقيقة تغوص في الضمائر ، وطهر يرسخ في السرائر ،
موكب من النور يجتث أكوام الرذيلة ، فيض من الحق يحمل معاني الفضيلة ، قافلة من الصلاح تطوي صحراء النفوس طيا ، نهر من البر يروي القلوب العطشى رِيّا ، إيماء وإيجاز ، وإفحام وإعجاز ، عذوبة وحلاوة ، وسلاسة وطلاوة ، قوة وأصالة ، فصاحة وجزالة ، لغة جميلة ، مقاصد جليلة ، براعة استهلال ، وحسن تفصيل وإجمال ، يسافر بقلبك إلى عالم الخلود ، ويرتحل بروحك إلى حقيقة الوجود ، ويغسل ضميرك من لوثة الخيانة ، ويطهر كيانك بماء
الأمانة
سمعتك يا قرآن والليل واجم
سريت تهز الكون سبحان الذي أسرى
فتحنا بك الدنيا فأشرق نورها
فسل دولة الأخبار يرموك أو بدرا
أيها الإنسان ، شاهد الكون ، بعين الإيمان ، تنظر للشوك ولا ترى الزهور ، تشاهد الآسن ولا تبصر الطهور ، يهولك الليل بالظلام ، ولا تستمتع ببدر التمام ، تشكو من حرارة الشمس اللاذعة ، ولا تتلذذ بتلك الأشعة الساطعة
من مقامات القرني
الانس ثمرة الطاعة والمحبة ..فكل مطيع لله مستأنس... وكل عاص لله مستوحش