سحابة سوداء!...
سحابة سوداء تغطي أفقي المشرب بحمرة حزينة قاتمة
لتزيد من حدة الألم الذي يعتصر قلبي
في زمن تتقاذفني فيه الإتجاهات
أجد نفسي حبيس مشاعر مبهمة
تتقمص لونا باهتا في هياكل لا تحمل شكلاً محدد
وعندما تأتي الرياح المحملة بوخز التناقضات
أقف على عتبة باب ضيق لأدخل من شقي الأيسر بلا أفق تتضح فيه الرؤيا
لألج دوامة الترقب لقدر لم يكتمل
وهاهي روحي تطوف الكون في رحلة بلا بوصلة
هائمة في وجود لا متناهي
لتصطدم بالجهل المطبق
لتعود خاوية كما البدء
وتحتبس في جرمي الصغير
تصارع المحدود.
إني أبحث عن فسحة أمل في حاضرٍ مشرق
يزيح العتمة
حتى ولو لفترة قصيرة
لكن، أين علني أجد هذا الفرج؟
وكيف السبيل إلى إبقائه لمدة أطول؟
أُقر أن هناك لحظات أجد فيها ما يسليني
وأعود طفلا تُبهجه اللعب
وتلهيه الألوان والأشكال
وتغريه أحجية تافهة
ليشعر بالإنتصار عندما يجد لها الحل .
أو كطفل كبير قد يجد في حفنة من مال بعض السرور
في حب جديد يثير الشجون
في بحر من اللذة يعطيه بعض السكون
في قبضة من تراب
بل من سراب
لتعود رحلة العطش...
والبحث من جديد عن حلم مفقود.
وعندما أتسلى بالكتب وأظن أني وجدت بعض الكسب
وأن العالم يبدو متسق ومبهر
والآفاق تتسع
أواجه الجهل يعلن الحضور
ويهزأ من رأسي الصغير
ويقذفني بحجارة من نار
ويعلن الإنتصار
وينسحب دون إنتظار
وقد تركني في وجوم.
وبعد أن أكون قد أصطدمت في جميع الإتجاهات
أرتد ككرة
فأخفف السرعة
لأنني لم أدمي إلا رأسي.
في حرقة اليأس
أتقوقع على نفسي
وألتف حولي
وأخفي رأسي في رأسي
وأنادي.. ربي..ربي
أنت وحدك الملاذ
وإليك الإنابة
أمنحني بعض السكينة الى يوم الرحيل
ولا تتركني الى نفسي
الى ظلمتي.. وحدي
فأنت النور!
ومنك النور!
إليك أسلمت نفسي
يا أرحم الراحمين.