الجواب :
أعانك الله .
رؤية الملائكة ممُكِنة ، وسبق بيان ذلك هنا
ورؤية الملائكة حال الاحتضار وقُرب خروج الروح جاءت به النصوص .
قال تعالى : (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ) .
أي : لا تَرَون الملائكة ، وإن كان الْمُحْتَضر يَرى الملائكة .
وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه – وهو حديث طويل – قال عليه الصلاة والسلام : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نَزَل إليه ملائكة من السماء بِيضُ الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحَنُوط من حَنُوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مَدّ البصر ، ثم يجئ ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه .
وفيه أيضا : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نَزَل إليه من السماء ملائكة سُود الوجوه ، معهم الْمُسُوح ، فيجلسون منه مَدّ البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه . رواه الإمام أحمد .
فإذا جلسوا منه مسافة مَدّ البَصَر فإنه يَراهم حينئذ .
وفي حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ . قَالَتْ عَائِشَةُ - أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ - : إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ . قَالَ : لَيْسَ ذَاكِ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ . رواه البخاري ومسلم .
وقَالَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ . فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ؟ فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ . فَقَالَ : لَيْسَ كَذَلِكِ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ . رواه مسلم .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومَن كَرِه لقاء الله كَرِه الله لقاءه .
فسأل شريح بن هانئ عائشة رضي الله عنها ، فقال : وليس مِنا أحد إلاَّ وهو يَكره الموت . فقالت : قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بالذي تَذهب إليه ، ولكن إذا شخص البصر ، وحَشْرَج الصدر ، واقشعر الجلد ، وتَشَنّجَت الأصابع ؛ فعند ذلك مَن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومَن كَرِه لقاء الله كَرِه الله لقاءه . رواه مسلم .
وجاء عن بعض السلف أنه لَمّا احتضر رأى الملائكة ، فقد جاء مثل هذا في سيرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله .
هذا ما يتعلّق بأصل المسألة ،
أما هذه القصة بخصوصها فيحتاج الأمر فيها إلى التثبّت في أصلها .
والله تعالى أعلم .