قال الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في إجابة لسؤال عن حكم ما يسمى بالأناشيد الإسلامية :
( فالذي أراه بالنسبة لهذه الأناشيد التي تسمى بالأناشيد الدينية وكانت من قبل من خصوصيات الطرقيين الصوفيين ، وكان كثير من الشباب المؤمن ينكر ما فيها من الغلو في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به من دون الله تبارك وتعالى ، ثم حدثت أناشيد جديدة ، في اعتقادي متطورة من تلك الأناشيد القديمة ، وفيها تعديل لا بأس به ، من حيث الابتعاد عن تلك الشركيات والوثنيات التي كانت في الأناشيد القديمة .
ولكن مما ينبغي التنبيه له ، هو أن الواجب على كل مسلم أن يلتزم بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ ذلك أن إذا كان خير الهدي هدي محمد بحق ، فنحن لا نعرف طريق محمد صلى الله عليه وسلم وهداه وهديه إلا من طريق أصحابه صلى الله عليه وسلم .
من أجل ذلك جاءت الإشارة القرآنية القوية بالتمسك بسبيل المؤمنين في قوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم : ]وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا[ ( النساء /115) ، هذه الآية الكريمة فيها تصريح أن إتباع الحق لا يكون بمجرد
اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام – حسب ما يبدو لنا – وإنما يكون اتباعه بطريق أصحابه ،
ذلك بأن الفرق التي التي أنذر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور :
{ افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة . قالوا من هي يا رسول الله . قال هي الجماعة } (1) ويعني بالجماعة أصحابه صلى الله عليه وسلم …
إلى أن قال : فنحن ننظر إلى كل حدث يحدث على ضوء هذا المنهج القرآني الصحيح . وهو على هذا الذي يفعله الناس سواء ما يسمونه بالأناشيد الدينية أو ما يسمونه بالبدع الحسنة ، أو نحو ذلك من الأمور . هل هذا كان على هدي السلف الصالح أم لا ؟
كل باحث في كتاب الله وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفيما كان عليه السلف الصالح لا يجد مطلقاً هذا الذي يسمونه بالأناشيد الدينية(2) ، ولو أنها عدلت عن الأناشيد القديمة التي كان فيها الغلو في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسبنا أن نتخذ دليلاً في إنكار هذه الأناشيد التي بدأت تنتشر بين الشباب المسلم بدعوى أن ليس فيها مخالفة للشريعة ؛ حسبنا في الاستدلال على ذلك أمران اثنان :
[SIZE=5]لعله وضح الأمر الأول وهو أن هذه الأناشيد لم تكن من هدي سلفنا الصالح صلى الله عليه وسلم .
الأمر الثاني : وهو في الواقع فيما ألمس وفيما أشهد ، خطير أيضاً ؛ ذلك لأننا بدأنا نرى الشباب المسلم يلتهي بهذه الأناشيد الدينية ، ويتغنون بها ، كما يقال قديماً هجيراه دائماً وأبداً ، وصرفهم ذلك عن الاعتناء بتلاوة القرآن وذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم … ) (3) .[/SIZE]
يتبع