[align=center]السعيد من ذل لله وسأل العافية , فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق إذ لابد من بلاء , ولا يزال العاقل يسأل العافية لتغلب على جمهور أحواله فيقرب الصبرعلى يسير البلاء وفي الجملة ينبغي للإنسان أن يعلم أنه لا سبيل إلى محبوباته خالصة , ففي كل جرعة غصص , وفي كل لقمة شجى
وكم منْ يعشق الدنيا قديماً *** ولكنْ لا سبيل إلى الوصال
وعلى الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار , وقل أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس . فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر ,وتسهيل الأمر , ليذهب زمان البلاء سالماً من شكوى , ثم يستغيث بالله تعالى سائلاً العافية[/align]
الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي