[align=center][align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمر بنا العديد من المواقف نحن نكون أبطالها وأن نجعل غيرنا بطلاً لها أو ضحية
نعم هم ضحايا وليسوا أبطال
هم ضحايا لحظات هاربة منا ، ضحايا لمواقف وتصرفات غير عقلانية منا
لحظات هاربة لا سبيل لعودتها ، لا سبيل لإصلاح ما اقترفناه في حقهم وحقنا
لحظات جعلتهم ضحايا يتخبطون في حياتهم وجعلتهم يخطئون في تصرفاتهم ،
فقط لأننا بطريقة غير مباشرة أقناعهم بهذه الأخطاء وأنهم هم السبب في
حدوثها !!
*********************
لحظــة ضعــف إيمــان واتهــام باطــل
عندما نتهم أحدهم بشيء لم يكن له يد أو دخل في حدوثه ، كأن يتوفى أحدهم ،
أو أن يرافقَ أحدٌ ما تعرض لحادث ما ، كسر ، تشوه ، حرق أو غيرها من
الأمور ، فتشير أصابع الاتهام بأنه السبب في موته أو ما جرى له من أشياء
مؤسفة ، نسوا بهذا أنه لم تكن له يد أو دخل بما حصل ، بل هي إرادة الخالق
وقضاءه وقدره ، وأبوا أن يستسلموا لقضاء الله وقدره ، وأبوا الحقائق
ورفضوها إلا أن يتهموه ويلصقوا به تهمة هو بريء منها !!
نعم .. هي لحظة هاربة لا سبيل لعودتها ؛ فقد اقتنع جزء كبير منه بأنه هو
السبب فيما جرى ، وسيضل يحمل عقدة الذنب حتى آخر يومٍ في حياته ، بل
وسيضل يتصرف على ضوء ما اتهموه به ، فيظن أن كل من يتعرض لشيءٍ ما
يشابه ما حصل ( ما اتهموه به ) يظن أنه هو السبب فيه ، فيضل يلوّم نفسه
بما جرى لهم ويحاسب نفسه حساباً عسيراً ، ويحول حياته إلى كابوس مزعج .
نسوا الناس وهو نسي أيضاً بأن ما حصل هو قضاءٌ من الله وقدره ، نسوا بأن
من أركان الإيمان ( الإيمان بالقدر خيره وشره ) ، نسوا بأن الأمور كلها تجري
بأمر من الله وتقديره لا بسبب من خيال الناس ومن عقولهم وقلوبهم المريضة .
•·.·´¯`·.·• (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر
وبالقدر خيره وشره من الله تعالى ) •·.·´¯`·.·•
*********************
لحظــة غضــب
هي أشد اللحظات بؤساً للناس ، فكم سمّع الغاضب غيره من الناس ما يدمي
قلوبهم ، ويهدم علاقتهم به ، وما يجعلهم يتحسرون على معرفتهم به ، هي
لحظة هاربة هل تعلمون لماذا ؟؟ لأنه قال كل ما كان يداريه في قلبه اتجاههم
عندما كان في لحظة صفاء ويخشى أن يعرفوا ما يكنه قلبه لهم ، سواء أكانت
مشاعر حقد أو حسد أو غيرة أو تَمَنِّي أن يحدث زلل ما منهم . لحظات تجعل
منا أن نفكر كثيراً في من نود أن نجعل منهم مصدر ثقة وراحة نفسية ..
لحظة الغضب هي لحظة هاربة منا ومنه ، فكيف السبيل لعودة الثقة به وهو
ما أسمعنا ما كان يحمله في قلبه من مشاعر مناقضة للواقع ؟
•·.·´¯`·.·• ( من فيض القلب يتكلم اللسان ) •·.·´¯`·.·•
*******************
لحظــة مقارنــه
فكم قارن والد أولاده بأولاد غيره من الناس ، أو حتى أن يقارن أولاده ببعضهم
البعض محتجاً بذلك على ما يراه منهم ، ونسي أن الخطأ منه لا منهم ، ونسي
أن هذا أسلوب خاطئ في التربية والتحفيز على فعل الصواب .
هي لحظة هاربة فقد تولدت في قلوب أبناءه مشاعر الحقد والبغض بين بعضهم
البعض ، وأوغرت قلوبهم وصدورهم على بعض وبانت هذه المشاعر في
تصرفاتهم ، حتى نسوا أنهم إخوة ، وعادى كل منهم الآخر وأصبح الأخ لأخيه
كالعدو اللدود يتمنى له الموت بأسرع فرصة .
•·.·´¯`·.·• ( ليس ثمة مجال للمقارنة بين الحرير والعسل ) •·.·´¯`·.·•
****************
*
لحظـــة مباهــاة
عندما يتباهى الأب أو الأم بما صنعوه لأبنائهم أو كيف عاشوا قديماً ، وكيف
تحملوا صعاب الحياة ، ويقارنوا بينهم وبين أبناءهم في كيفية الحياة سابقاً وبين
ما هم فيه الآن . هي لحظات ولحظات هاربة ، فقد بنى الأب أو الأم حواجز
كبيرة في التعامل مع أبناءهم ووضعوا هذه الحواجز بينهم وبين أبناءهم ،
ونسوا بأن جيلهم يختلف عن جيل أبناءهم ، ونسوا بأن الماضي ذهب ولن يعود
`·.·• ( خلّقوا أولادكم بغير أخلاقكم فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم ) •·.·´
*****************
هناك العديد والعديد من اللحظات الهاربة منا ، لحظات ندم ، لحظات غرور ،
لحظات حماقة وغباء ، لحظات نفاق ، لحظات عناد ، لحظات سوء ظن ، لحظات
مكابرة ولحظات ولحظات ولحظات ..... ، فتنبهوا وتداركوا للحظاتكم قبل أن
تهرب منكم .[/align][/align]