السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي الكرام من القلب لكم التحية والتقدير
مما لاشك فيه أننا نسعى دائما إلى التطوير في كتاباتنا ولم نخلق والقلم بين أناملنا ولم ننطق الحرف أو نكتبه إلا تقليدا ولكن مع هذا يجب أن لانبقى ننطقه ونكتبه تقليدا ونجتره بعلاته وعلات من سبقنا بإجترار علاته بل الواجب علينا أن نطور من ذواتنا ومن مهاراتنا خاصة في المكان الذي نكون به خاصة على صفحات المنتديات اللتى يرتادها الكثير من أبناء الأمة والذي لايعرف قدرها وتأثيرها إلا كل ذي عقل وصاحب قلم وفكر وأدب
نحن هنا وفي أي مكان كهذا لانمثل أنفسنا فقط بل ربما تعدت النظرة إلينا فيه ومن خلاله إلى ثقافة مجتمع كامل هو مجتمعنا السعودي الذي حتما نسعى جاهدين لأن نرسم عنه صورة جميلة له ولأهله صورة إسلامية و ثقافية وأدبية نستقيها من ديننا الحنيف وأدب تعلمناه من قرأننا الكريم ومن سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
حيث قال صلى الله عليه وسلم : أدبني ربي فأحسن تأديبي
في موضوعي هذا إستعنت ببعض المصادروبتصرف أتمنى أن أكون أجدت فيه ووفقت فيما أرمي إليه بطرح شيئ يكون فيه الخير لي ولكم ولكل من إطلع عليه
لم يكن عيبا فينا أننا أتينا هنا نتهجى الحرف والكلمة ويغيب عنا المعنى والمقصود ولكن العيب أن نبقى نتهجى ولانعي معنى مايكتب ومانقرا والعيب الأكبر أن نبقى كما نحن لانعي أبسط معنى للحوار والطرح الراقي والرصين الذي يستمد قوته من المنطق والمصداقية والبعيد عن الفحش والتفحش ولدينا الفرصة للتعلم والرقي بأنفسنا وبلغة خطابنا
إن القلم لسان صاحبه يخرج به مافي قلبه وماقد حواه فكره
قال تعالى:
[اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)
عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)]العلق
وقال تعالى:
[ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)] القلم
إتفق العلماء على أن أصحاب القلم هم أهل العلم والمشورة وموضع السر
ولا ريب أن الحديث عن الكتابة متشعب طويل, والمقام ههنا لا يسمح بالتفصيل، وإنما هي إشارات عابرة هي أشبه بالمعالم العامة للكتابة الرصينة النافعة.
إن صناعة الكتابة ليست كغيرها من الفنون لها قواعدها المضبوطة، ومسائلها المدوَّنة يتدارسها الكتاب، فتنتهي بهم إلى إمداد اليراعة بالبراعة.
وإنما هي تنبيهات ترشد إلى الجهات التي تنمو بها قوى التفنن في تصاريف الألفاظ، والتأنق في تحسين هيئاتها التأليفية
أما أسلوب المرء فهو الذي يخترعه صاحبه فيكون عليه طابعه فهو ابن مزاجه وتربيته وبيئته، وذوقه وفنه.
فالمعاني مطروحة والألفاظ مطروقة، وإنما العبرة بالتراكيب، والتراكيبُ ابنة من يصوغها؛ فيزيدها جمالاً علم الكاتب، ووفرة اطلاعه، وأدب نفسه، واستكماله أدواتِ الكتابة.
ولا تجود الكتابة إلا بما تحمل من الألفاظ، وبما تنطوي عليه من المعاني،
وبالتلطف في أدائها، واطراح التكلف في إحكام نسجها.
وملاك ذلك كلِّه كما يقول ابن الأثير: الطبع؛ فإنه إذا لم يكن ثَمَّ طبع فإنه لا تغني الآلات شيئاً.
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه....وأري الجنى اشتارته أيدعواسل
له ريقة طل ولكن وقعها.....بأثاره في الشرق والغرب وابل
فصيح إذا استنطقته وهو راكب....وأعجم إن خاطبته وهوراجل
إذا ماامتطى الخمس اللطاف وأفرغت....عليه شعاب الفكر وهي حوافل
أطاعته أطراف الرماح وقوضت....لنجواه تقويض الخيام الجحافل
إذااتغزر الذهن الذكي وأقبلت....أعاليه في القرطاس وهي سوافل
وقد رفدته الخنصران وسددت....ثلاث نواحيه الثلاث الأنامل
ولإيضاح معاني بعض الأبيات هنا
اللعاب: ما يسيل من الفم، والقاتلات صفة للأفاعي ذَكَرها تهويلاً، والأَرْيُ: ما لزق من العسل في جوف الخلية، والجَنَى: العَسَل
واشتارته: استخرجته،
وأيدٍ: جمع يد،
وعواسلُ: جمع عاسلة أي مستخرجة العسل، والعاسل مُسْتَخْرِجُ العسل من موضعه، والمصراع الأول بالنسبة إلى الأعداء، والثاني بالنسبة إلى الأولياء؛ يعني أن لعاب قلمه بالنسبة على الأعداء سم قاتل، وبالنسبة إلى الأولياء شفاء عاجل.
الطل: المطر الضعيف، والوابل: المطر الشديد الفخم القطر.
يقول: إن ما يجري من القلم حقير تافه في ظاهر الأمر، لكن له أثرُ خيرٍ عم المشارق والمغارب.
أراد بالخمس اللطاف الأصابع الخمس، والشِّعاب: جمع شِعْب وهو الطريق في الجبل، والحوافل جمع حافلة، يقال: حفل اللبن وغيره حفلاً وحفولاً: اجتمع، واحتفل الوادي: امتلأ وسال.
قوله أطاعته أطراف الرماح: هو جواب إذا، وروي أطاعته أطراف القنا وتقوضت، يقال: تقوضت الصفوف إذا انتقضت، وأصله من تقويض البناء وهو نقضه من غير هدم، والنجوى: السر، وتقويض أي كتقويض الخيام الجحافل: فاعل قوضت، وهو جمع جحفل وهو الجيش.
قوله استغزر الذهن: أي وجده غزيراً، وفاعله ضمير القلم، والذكي المتوقد، وروي الخلي بَدَلَهُ، والخلي: الخالي، وإنما تكون أعالي القلم سوافل حين الكتابة
وهذه بعض الاقوال في وصف القلم
قال أحمد بن يوسف: القلم لسان البصر يناجيه بما استتر عن الأسماع، إذا نسج حلله، وأودعها حكمه
وقال ابن المقفع:القلم بريد القلب
أما أبو دلف فقال: القلم صائغ الكلام، ويفرغ ما يجمعه العلم
وقال الجاحظ: الدواة منهل، والقلم ماتح، والكِتَاب عطن
وقال سهل بن هارون: القلم أنف الضمير إذا رعف أعلن أسراره، وأبان آثاره
وقال عمرو بن مسعدة: الأقلام مطايا الفطن
وقال المأمون: لله در القلم كيف يحوك وشْي المملكة
وقال جالينوس: القلم طبيب المنطق فوصفه من جهة صناعته
وقال أحمد بن عبدالله: القلم راقد في الأفئدة، مستيقظ في الأفواه
وقال العتابي: الأقلام مطايا الأذهان
وقال عبدالحميد الكاتب: القلم شجرة ثمرتها الألفاظ، والفكر بحر لؤلؤه الحكمة
وقيل: برِيّ القلم تروى القلوب الظمئة
وقيل: عقول الكُتَّاب تحت أقلامها
وقال آخر: مساق أمر الدنيا بسين وقاف، فيقال: سق، يريد السيف والقلم.
وقيل: إن أفضل ما قيل في وصف القلم من الشعر قول أبي تمام في مدحه لمحمد بن عبدالملك الزيات:
لك القلمُ الأعلى الذي بِشَبَاته ... تصاب من الأمر الكُلى والمفاصلُ
له الخلواتُ اللاءِ لولا نجَيُّها ... لما احتفلت للملك تلك المحافلُ
وقال شاعر في وصف أعظم الكتاب
ولأقلامهم زئيرمهيب....يزدرى عنده زئيرالأسود
أرغبتهم عن القناقصبات....مغنيات عن كل جيش مقود
والقراطيس خافقات بأيد....يهيم كمرهوبخافقات البنود
هناك بعض الأمور والأسباب التى تنهض بالكتابة وتجعلها محمودة وترفع الكاتب مكانا عليا وهي كالتالي:
حفظ القرآن الكريم، والإكثار من تلاوته وتدبره
فعلاوة على كون ذلك عبادة فهو كذلك يقوي ملكة البيان؛ لما جاء به من صور النظم البديع، والتصرف في لسان العرب على وجه يملك العقول
الإكثار من مطالعة كتب السنة
كالكتب الستة وغيرها من الصحاح والمسانيد؛ فهي تمد الكاتب بالأساليب البيانية الراقية، وترفد مادته اللغوية والشرعية، فالنبي " أوتي جوامع الكلم، ودانت له نواصي البلاغة، ودنت له قطوف الحكمة، وتفجرت من أقواله ينابيع الفصاحة؛ فهو يتكلم بالسهل الممتنع، وبالألفاظ المعبرة المأنوسة المشتملة على الرقة، والمتانة، والإبانة عن الغرض بدون تكلف.
مطالعة دواوين العرب في الشعر، وحفظُ ما تيسر منها
كأشعار الجاهلية وخصوصاً أصحاب المعلقات
العلم بالنحو والصرف
فالنحو: هو ما يبحث في الجملة العربية، وفي تركيبها.
والصرف: هو ما يبحث في بنية الكلمة العربية.
فالعلم بالنحو والصرف يضمن فصاحة الكتابة، وينأى بالكاتب عن إيراد لفظة خاطئة في بُنيتها، ويجنبه اللحن والخطأ في التراكيب
وهناك أمور عدة على سبيل المثال لاالحصر
العلم بفقه اللغة
معرفة البلاغة، والوقوف على أسرار البيان العربي
الاطلاع على الكتب التي تعنى بصناعة الكتابة
معرفة الإملاء، ومراعاة علامات الترقيم
وغيرها مما يجب على الكاتب أن يتعلمه
أخيرا
ذات مرة قرأت لأستاذي الكاتب5 شيئ عن الكتابة
يقول : في مامعنى كلامه
حين تنتهي من كتابة أي موضوع تود طرحه عليك بالتشاغل عنه وغلق صفحته لبعض من الوقت قبل أن تطرحه وحاول أن تشغل نفسك بقراءة أي شيئ لايتعلق بمضمون موضوعك ثم عد إلى موضوعك مرة أخرى وأقرأه وستجد نفسك تلقائيا تجري عليه تعديلات برغم أنك كنت واثق ساعة تركك له أنه مكتمل وسترى أن هذه التعديلات تزيد من روعته ولو كررت هذا الأمر مرارا فحتما في كل مرة ستجد نفسك تجري عليه تعديلات تلقائيا وبدون أن تحس وسيزداد روعة وقد جربت هذه الفكرة وقد رأيت نتائجها في كثير مما أكتب
أتمنى أن أكون قد طرحت ماقد يفيدنا جميعا ويجعلنا أكثر رقيا وروعة وأدبا في كل مانطرح ونكتب
وأن يجعلني ضيفا خفيفا مفيدا مستفيدا
تقبلوا تقديري وإحترامي لكم جميعا
أخوكم
أعذب ميسان