انت انسان رائع بارك الله فيك وكثر من امثالكالسلام عليكم
شكراً على إثارة هذا الموضوع المهم
وأقول إن له عدة جوانب:
1ـ هذا المظهر عرض لمرض مختبئ أو ظاهر بين هذين الزوجين ، فعلى كل زوجين أن يتعاشرا بالمعروف كما أمر الله عز وجل ، وأن يعرف كل منهما حدوده وواجباته وحقوقه ، وأن يصلحا ما بينهما من خصومة أو اختلاف أولاً بأول وأن لا يدعاها تتراكم.
2ـ على المسلم أن يتخلق بأخلاق دينه العظيم وأن يتصور نفسه بعد هدأة الغضب كيف كان وقت الغضب وأنه كان في شكل من أشكال الجنون.
3ـ على المسلم أن يزن الأمور بميزانها العادل ، فلكل شيء حدود قال تعالى: (قد جعل الله لكل شيء قدراً) فكل موقف يجب أن نقدره بقدره وأن لا نتجاوز به حدوده.
4ـ تذكر أن كل مشكلة لها حل يناسبها فلا تتعجل الحلول وضع عقلك دون عاطفتك ، وخبئ انفعالاتك خلف هذا العقل العظيم الذي ميزك الله به من بين سائر الحيوان.
5ـ فورة الغضب تحجب العقل ولو تعقل هذا الرجل ـ مهما كانت ظروفه المادية والاجتماعية ـ لأجّل الخصومة إن كان لها داعٍ إلى وقتها المناسب.
6ـ حل المشكلات لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون برفع الصوت وصب أنواع الأوصاف السيئة ، نعم قد يلجأ الطرف المقابل العاقل إلى السكوت أمام هذا الجنون من غير اقتناع ولكن تفاديا لتفاقم المشكلة ، فهل كسب الغضوب الأحمق شيئاً؟
7ـ هذه الزوجة المسكينة أدرى بظروف زوجها وبأخلاقه أيضاً ـ أعانها الله وألهمها الصبر ـ فهي مبتلاة بأخلاق هذا الزوج ، وهذا قسم الله له ولها ، قال تعالى: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) وعليها التعايش مع هذا الابتلاء بالطريقة المناسبة التي تخرج منها بأقل الخسائر وتستطيع معها أيضاً أن تستمتع بما يمكنها الاستمتاع به من حياتها. كما أن عليها أن لا ترهقه بالمطالب.
8ـ ربما ابتلي الإنسان بسبب ذنب أصابه ، فعليه أن يبادر إلى التوبة ليرفع الله عنه البلاء.
9ـ على من ابتلي أن يكثر الدعاء والتضرع فربنا كريم رحيم (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)
10ـ أخيراً أقول لمثل هذه الأخت المبتلاة: جربي أن تكتبي احتياجات المنزل في ورقة وتعطينها إياه ليقوم هو بالشراء بنفسه. فإن ابدى امتعاضه من كثرتها أو تنوعها أو نوعياتها فاعرفي أن الطريقة الصحيحة معه أن تتشاوري معه في أصل الاحتياجات لتقوما أنتما معاً بكتابتها من أجل أن يكون له رأي في الكمية أو الصنف وغير ذلك.
أسعد الله كل زوجين ووصل لهما سعادة الدنيا بالآخرة. والسلام عليكم
محمد بن سليمان المفدى