خرجت بحجة سحب أموال من الصراف وتركت المولود بالمستشفى : مجهولة تهرب من مستشفى خاص بالمدينة بعد الولادة
كشفت عملية هروب سيدة مجهولة الهوية من أحد المستشفيات الخاصة في المدينة المنورة بعد ساعات من وضع مولودها، عن تهاون إدارة المستشفى في تسجيل بيانات السيدة التي ظلت لمدة يومين دون أن يطلب منها وثيقة رسمية توضح هويتها، الأمر الذي اعتبرته مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة مخالفا للأنظمة والتعليمات.
وكانت السيدة التي بدا أنها تحمل جنسية أفريقية وتتجاوز الثلاثين من العمر، قد راجعت طوارئ المستشفى بمفردها عصر يوم الأربعاء المنصرم بعد أن شعرت باقتراب موعد الولادة، ليقرر الأطباء بعد معاينتهم لحالتها أنها تمر بمرحلة المخاض.
وعوضا عن تسجيل بياناتها من واقع وثيقة رسمية، اكتفى العاملون في المستشفى بتسجيل معلومات شفهية أدلت بها السيدة، والتي اتضح لاحقا للمحققين أنها معلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة.
وما أن استردت السيدة عافيتها في اليوم التالي حتى غادرت غرفتها متجهة إلى قسم الاستقبال في بهو المستشفى، طالبة إرشادها إلى أقرب ماكينة صراف حتى تتمكن من الوفاء بالمطالبات المالية للمستشفى، غير أن تأخرها في العودة إلى المستشفى دفع بالإدارة إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية التي باشرت الوقوف على الحادثة والتحري عنها، وإيداع المولود مستشفى النساء والولادة، فيما تبين من خلال التدقيق في البيانات التي أدلت بها السيدة للمستشفى أنها غير حقيقية ومختلقة.
واعتبر مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور خالد عبدالعزيز ياسين هذا الإجراء مخالفة صريحة للأنظمة، مبينا أن هناك لوائح وتعليمات تنظم عمل المؤسسات الطبية الخاصة، ومن ذلك الإجراءات التي يجب اتباعها في حالة الولادة ومنها التأكيد على أهمية إبراز كرت العائلة أو الإقامة بالنسبة لغير السعوديات إلى غير ذلك من الإجراءات الأخرى. وأشار إلى أن تجاهل تلك الأنظمة أو التهاون في تطبيقها يعد مخالفة تستوجب النظر والمساءلة من قبل الجهة المعنية بذلك في مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة.
إلى ذلك، أشار مصدر مسؤول في المستشفى - فضل عدم ذكر اسمه - إلى أن السيدة كانت قد وصلت إلى المستشفى وهي في حالة حرجة، الأمر الذي جعل الأطباء يقدمون هدف إنقاذ حياتها عن غيره من الاعتبارات الأخرى، موضحا أن إدارة المستشفى لم تغفل الجانب الإجرائي المتعلق ببيانات هوية السيدة غير أنها كانت تجهش بالبكاء، وتدعي أن بينها وبين زوجها خلافا وأنه يقيم في منطقة القصيم، وسيصل لرؤية المولود خلال ساعات، وذلك قبل أن تفاجأ إدارة المستشفى باختفائها.
يذكر أن الحادثة تعد الثانية للأفارقه وذلك بعدما تلقت الدوريات الأمنية بلاغا من قبل أحد المواطنين حول وجود مولود داخل كرتون على قارعة الرصيف في حي الأعمدة، ليباشر الهلال الأحمر نقله إلى مستشفى النساء والولادة والأطفال، فيما فتحت الشرطة تحقيقا حيال الحادثة.