قد ترتفع أمواج القدر حيناً فتتركنا حطاماً على شاطئ الحياة القاسي..
وقد ترنو حيناً أخرى..
ولكن لاتمكثُ إلا يسيراً..
ففي لجة حياتنا العابرة نتأرجح دوماً بين عُسْرٍ ويُسْر..
وخَيْرٍ وشر..
وبِشْرٍ وضُرّ..
وحتى نسعَد ونهنأ بأيامنا لابدّ أن نتصبّر فالصبر شعارنا..
وعلينا أن نتزوّد بالرضا فالرضا هو زادنا..
وبين الرضا والصبر ..
يُسْكَبُ الإيمان..
ويَهنأُ البال..
ونبلغُ الجنان..
ولله الحمد من قبل ومن بعد..
..
فيا كل مهمومٍ ومبتلى وحزين لفوات دنيا..
أو فوات شيئٍ من رزقٍ أو نقصٍ في الدرجات..
أو مصيبةٌ من مصائب الحياة..
كأني أراك.. ألمحك من بعد..
أتأمل وجهك الذي نسج الحزن عليه عباءة سوداء..
وأرقب جفنك الذي يحار فيه الدمع حيرة الزئبق الرجراج..
حتى ليخيّل إلي أن نازلة نزلت بك..
فاثكلتك ذخائر أملك..
وجواهر راحتك..
.
هوّن عليك..
وخفِّض عليك قليلاً..
فكل مصيبة في هذه الدنيا تهون.. غير المصيبة في الدين..
واعلــم..
أن لك رباً.. يحميك..
وإيماناً.. يحتويك..
ويقينا.. يرضيك..
.
واعلم أن البلاء عنوان المحبة..
فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن عظم الجزاء مع عظم البلاء،
وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم،
فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط
[رواه الترمذي].
فكن راضياً.. مبتسماً..صابراً ..حامداً..
وإياك من السخط ..
فياوروداً لها شذىً فوَّاح..
كونوا وروداً بالرضا ..
سُعُوداً بالهنا
فالورد لمّا صبر على الألم..
وتحمّل مجاورة الشوك..
ورضيَ بوخز الإبر..
_استحق_ أن يتصدَّر مجالس الأمراء..
ويصبح رمز الحسن والبهاء..
فلاتكادُ تجد هديةً أرقّ من الورد..
فبالرضا نَسْعَدْ..ونُسْعٍد من حولنا..
فاللهم اجعلنا من قومٍ رضيت عنهم و رضوا عنك
وارزقنا الرضا عن كل ماتقدّره علينا..
وأدخلنا الجنة..
آمين..