أعزائي .. هذه أول نبضة من نبضات مشاعري هنا .. أول فضفضة لي على جدار منتدى خواطر غرابيل ..
أرجو أن أرقى بكلماتي لتواكب روائعكم الجارية نحو القمة ..
بعزم واهن .. أقف على قدمي من جديد ..
ألملم أشلاء تبعثرت من قلبي ..
أرمم أجزاء تصدعت من برجي العاجي ..
أسرح بفكري إلى ذلك الأمس القريب ..
حين كان قلبي مدينة كبيرة .. تسع كل من يستحق العيش فيها ..
تعلمت كيف أُحكم أبوابه إلا لسكانه ..
بدأت منذ نعومة أظفاري ببناء برج أضع قلبي على قمته .. ساعدني على بنائه سكان قلبي ..
ومن أعلى البرج .. كنت أتكئ على الأسوار .. وأراقب بثقة كل من يحاول ارتقاءه .. ويفشل ..
حتى لمحتك .. بثبات تقترب .. وبهمة ترتقي .. لم أعرك اهتماما .. ولكنك نجحت ..
فوجئت بك تصل إلى القمة .. وتلامس قلبي الغض ..
كان ذلك بمثابة المفتاح الذي فتح لك الأبواب الموصدة .. عبرتها دون أدنى مقاومة مني ..
واحتللت – لفترة بسيطة – مكانا مميزا في قلبي ..
منذ دخولك .. وُلدت داخلي مشاعر جديدة لم أعهدها في نفسي يوما ..
ظننتها الحب .. رغم أني لم أعترف بها حتى لنفسي ..
أمسكتَ بيدي .. وسرت بي في طريق .. أعلم أن نهايته مسدودة ..
يقودني ضعفي .. وأحلامي المبتورة .. ودفء اللحظة ..
عشت معك حلما .. أقرب إلى الواقع .. و أماني .. أشبه بالأحلام ..
ثم وفي لحظة .. أفقت على واقعي – الذي طالما أحببته –
واتخذت القرار ..
وفي ساعة الوداع .. تزاحمت الكلمات .. وتاهت الحروف ..
ارتجف قلبي كعصفور مبلل .. في ليلة شتاء ..
وعدتك بأن أُسكنك قلبي للأبد .. ووعدتني بأن تظللني بجفونك للأبد ..
ولكن .. وفي نفس اللحظة .. سقطت الأقنعة .. وظهرت المشاعر دون رتوش ..
أدركت حينها .. أنني لم أكن بالنسبة إليك .. سوى مستودع .. يستقبل آهاتك وآلامك .. ليمدك بالدفء والراحة ..
لم أكن سوى واحة خضراء .. في صحراء حياتك .. تستريح فيها من عناء يومك .. ثم تنهض .. لتكمل المسير ..
أدركت أن مشاعري لم تكن يوما حبا ..
أو كانت حبا مزيفا كزيف الموقف ..
أو ربما مشاعر أُلفة ممزوجة بالكثير من العطف ..
المهم أنها لم تكن أبدا حبا ..
لن تصدق مدى سعادتي حين أدركت ذلك ..
نعم .. سعادتي ..
تمنيت دائما أن تولد مشاعر الحب الصادق في داخلي .. على يد الإنسان الذي سأقضي معه بقية عمري ..
وليس على يد عابر سبيل ..
ولكنني لم أخلف وعدي لك ..
فستظل في قلبي للأبد .. ولكن ..
.. مجرد ذكرى ..
.
.
.
وجـه القمر