حكايا البادية .. وحكمة الصحراء
لماذا تبكي ؟ طرق رجل على باب صديقه وطلب منه معروفاً :أريدك ان تقرضني اربعة آلاف دينار لأن على دين واجب السداد .هل يمكنك أن تساعدني ؟
بادر الصديق بان طلب من زوجته ان تجمع كل ما يملك مما له قيمة لكن لم يكن يكفي ، فخرج هو وزوجته يقترضان من الجيران حتى استوفيا المبلغ. وسلماه له .
وحين غادر الرجل لاحظت المرأة ان زوجها يبكي ،
" لماذا أنت حزين ؟ سألت الزوجة، هل انت قلق من ألا تستطيع ان تسد ديننا ونرد ما اقترضنا من الجيران من أجل أن يسد صاحبك دينه؟.
رد الرجل: كلا، بل انا حزين لأنني أحب هذا الصديق ورغم ذلك لم اكن أعلم انه في كرب ولم اساعده إلا حين طرق بابي للمساعدة".
أعراف الكرم
ارتحل رجلان في البادية يقطعان الصحراء إلي أن بلغا خيمة أعرابي فطلبا منه المبيت، وآواهما الرجل رغم انه لايعرفهما ، وكما تقضي أعراف البادية في إكرام الضيف فقد تم ذبح أحد الجمال إطعام الضيفين.
في اليوم التالي استمر الضيفان في اإقامة لدى الأعرابي فذبح لهما جمل آخر.
اندهش الرجلان وسألا في تعجب: لم ننته من طعام المس ولحم ذبيحة المس مازال موجود ..فقال الأعرابي : " أنه لعار أن نطعم الضيف من ذبيحة الأمس. بل نذبح له لطعام اليوم. فضلا وكرامة.
في اليوم الثالث استيقظ الرجلان مبكراً وقررا الرحيل ، ولما وجد الأعرابي غائباً فقد ناولا زوجته مائة دينار وهما يعتذران عن عدم قدرتهما انتظار عودته خشية ان تدركهما شمس الظهيرة اللافحة في سفرهما وانطلقا.
بعد اربع ساعات من السفر أدركهما العرابي وهو يصيح عبهما . فلما بلغ مكانهما صرخ فيهما : لقد أكرمتكما ما وسعني ذلك ، .. ألا تخجلان ..
رد الرجلان في دهشة وخجل : نعلم ان كرمك لا يكافأ بما تركنا من مال ، لكن ليس معنا أكثر من ذلك .
رد العرابي : وهل طلبت المزيد ؟ بل اعتب عليكما وأرد لكما المال . إن البدو يرتحلون في صحراء تستقبلهم حيثما حلوا باعراف إكرام الضيف فكيف يمكن أن ترد هذا الفضل بأي مال مهما بلغ مقداره؟ غن إكرامي لكما في خيمتي كان محاولة لرد بعض الجميل للبادية التي تكرم ضيقهما دوما . بلا مقابل .
كريم حتى النهاية
كان رجلا على سفر ، فلما عاد لقومه ابلغ الناس ان معركة ضروساً وقعت ان ابن عم له من بين الجرحى.
سارع الرجل لموقع الحرب يتفقد الجرحى ، فوجد ابن عمه يلفظ انفاسه الأخيرة وهو ظمآن، فأحضر له بعض الماء ليسقيه، فاذا به يشير لرجل على مسافة منه يئن من العطش كي يسقيقه قبله. فقال: لكن لو ذهبت لأسقيه قبلك قد تموت انت من العطش. لقد كنت طول حياتك كريماً .. الم يكفك سالف الكرم ؟