أزمة التنظير(من مقالاتي المنشورة خارج المنتدى)
تكمن مشكلة أي منظمة أو شركة أو مجتمع أو أسرة حينما ينظر إلى أخطاء أفرادها الذين نشئو بها وترعرعوا تحت سقفها وانتهجوا بنهجها بأنها أخطاء خطيرة تمس صاحبها فقط ، وحتى على مستوى المجتمعات بل والأسر اجتماعيا ترى التملص من المسئولية ، وهنا لابد من أن ينظر إلى المسألة بمنظار أعمق فنقول أين يكمن الخطأ هنا هل الخطاء يخص صاحبه أحاديا أم أن منظمته أو مجتمعه وبيته وأسرته تشاركه الخطأ .
عندما يفتح باب التنظير والمراهنات في مستقبل القضية أو حلها أو بالأخص في تفادي تبعات آثارها ترى المشهد يتغير ويدخل فيه أجندة جديدة تريد إما إخفاء الأمر أو حله حلا يرضي أهل النفوذ أو جذر القضية بأقراطية فظة.
وهنا تسقط القيم وتندثر الأمانة بل وتصبح حلول المشكلة ضرب من التخبط وتعريض المنظمة أو المجتمع أو الأسرة للخور والفساد .
إذا أين يكمن الخلل وما المتوقع لحله، انه بتصحيح الأمر من الأساس إلى قمة الهرم وعندما تكون الأمور مخنوقة في عنق الزجاجة نقول قول القائل ( لا يستقيم الظل والعود اعوج) تنظر الأمور بغير وعي ولا دراسة بل وتضع على مرتكب الخطأ في وقته بعيدا عن البحث عن السبب والعلة .
ونحن هنا لانبرأ صاحب الخطأ ولا بد من اخذه العقاب.
وبذلك يكون صلاح أي منظمة أو مجتمع أو أسرة يكمن في عدل النظرة وواقعيتها وحل أسباب الخلل وتخطي أحادية الجانب ووضع الأمور على نصابها وبذلك نجحت المنظمات والمجتمعات والأسر على حد سواء.
بدر سهران