(في الصحيحين) عن ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب : (( لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم , لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم )) . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد من حديث ابن عباس .
وللترمذي عن أنس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث )) . أخرجه الترمذي وابن السني من حديث أنس وإسناده ضعيف لكن له شواهد يتقوى بها راجع مستدرك الحاكم 1/509
وله عن أبي هريرة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا همه الأمر رفع طرفه إلى السماء وقال : (( سبحان الله العظيم )) . وإذا أجتهد في الدعاء قال : (( ياحي ياقيوم )) . أخرجه الترمذي وابن السني من حديث أبي هريرة وإسناده ضعيف ويشهد للفقرة الأخيرة منه , الحديث المتقدم .
ولأبي داود عن أبي بكر الصديق مرفوعاً : (( دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو , فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين , وأصلح لي شأني كله , لا إله إلا أنت )) .
أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي وابن السني وابن حبان وأحمد من حديث أبي بكر وإسناده يقرب من الحسن .
وله عن أسماء بنت عميس قالت : قال لي رسول الله عليه وسلم : (( ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب : الله الله ربي لا أشرك به شيئاً )) , وفي رواية سبع مرات . أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد من حديث أسماء بنت عميس وإسناده جيد .
ولأحمد عن ابن مسعود مرفوعاً قال : (( ما أصاب عبداً همٌ ولا حُزن فقال : اللهم إني عبدك , وابن عبدك , وابن أَمَتك , ناصيتي بيدك , ماضٍ فيٌ حكمك , عدل فيٌ قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك , أو أنزلته في كتابك , أو علٌمته أحداً من خلقك , أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي , ونور بصري , وجلاء حزني , وذهاب همي . إلا أذهب الله همه وحزنه , وأبدله مكانه فرحاً )) . أخرجه الحاكم وأحمد من حديث ابن مسعود وهو حديث حسن .
وللترمذي عن سعد مرفوعاً : (( دعوة ذي النون إذا دعا ربه وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين , لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له )) . أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم من حديث سعد صححه الحاكم ووافقه الذهبي .
وفي رواية : (( إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرٌج اللع عنه , كلمة أخي يونس )) . أخرجه النسائي وابن السني من حديث سعيد وفي إسناده عمرو بن الحصين ضعيف جداً وانظر الفتوحات 4/11 .
ولأبي داود أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي أُمامة : (( ألا أُعلٌمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك , وقضى دينك ؟ )) قال : قلت : بلى , قال : (( قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن , وأعوذ بك من العجز والكسل , وأعوذ بك من الجُبن والبخل , وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال )) . ففعلت , فأذهب الله عز وجل همي , وقضى عني ديني .
أخرجه أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري وهو حديث غريب كما قال الحافظ ابن حجر .
ولأبي داود عن ابن عباس مرفوعاً : (( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجاً , ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب )) . أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن السني وأحمد من حديث ابن عباس وفي إسناده الحكم بن مصعب المخزومي وهو مجهول .
وفي(المسند) أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة .
أخرجه أبو داود وأحمد من حديث حذيفة وفي إسناده محمد بن عبدالله الدؤلي وعبد العزيز بن أبي حذيفة لم يوثقهما غير ابن حبان .
ويُذكر عن ابن عباس مرفوعاً : (( من كثرت همومه وغمومه , فليكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله )) . وفي (الصحيحين) : (( أنها كنز من كنوز الجنة )) .
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وأحمد من حديث أبي موسى الأشعري .
هذه الأدوية تتضمن خمسة عشر نوعاً من الدواء , فإن لم يتقو على ذهاب الهم والغم والحزن , فهو داء قد استحكم , وتمكنت أسبابه , ويحتاج إلى استفراغ كلي :
1-توحيد الربوبية .
2- توحيد الألوهية .
3-التوحيد العلمي .
4-تنزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده , أو يأخذه بلا سبب من العبد يوجب ذلك .
5-اعتراف العبد أنه هو الظالم .
6-التوسل بأحب الأشياء إلى الله , وهو أسماؤه وصفاته , ومن أجمعها لمعاني الأسماء والصفات : الحي القيوم .
7-الاستعانة به وحده .
8-إقرار العبد له بالرجاء .
9-تحقيق التوكل عليه والتفويض إليه , والاعتراف له بأن ناصيته في يده يصرفه كيف يشاء , وأنه ماضٍ فيه حكمه , عدلٌ فيه قضاؤه ,
10-أن يرتع قلبه في رياض القرآن , ويجعله لقلبه كالربيع للحيوان , وأن يستضيء به في ظلمات الشبهات والشهوات , وأن يتسلى به عن كل فائت , ويتعزى به عن كل مصيبة , ويستشفي به من أدواء صدره , فيكون جلاء حزنه , وشفاء همه وغمه .
11- الاستغفار .
12- التوبة .
13- الجهاد .
14- البراء من الحول والقوة وتفويضها إلى الله .
زاد المعاد في هدي خير العباد
ابن قيٌم الجوزية