؛
هاهو ذا الجنون من جديد يتسلل.. يزحف للأطراف.. فيشل الحركة
و.. يخترق جذور الكتابة
جلست الهوينى بين كتبي العتيقة.. أحمل قلمي اللدود .. حبري السام
خارطة عالمي السحري..
غمست الريشة وأحشاء المحبرة.. فتشربت مداد أحمر مغري.. أسود محايد.. أبيض باهت
اختلطت الألوان فأحالت......... للون الحلم.. والجريمة
هيا يا حلمي.. لنخترق المغامرة.. مغامرة المستحيل الجائز
بدأت الريشة تتلوى بين أصابعي من هول الآتي.. أحكمت قبضتي عليها .. ووجهتها صوب الغاية.. الأوراق البيضاء
بإغراء مستتر وجموح مثير .. استرسلت.. انهالت الحروف غزيرة.. لذيذة.. تنساب كلمات.. فجمل.. فمعاني ملتهبة
تمخض الشبق فأصبحت الريشة الخفيفة تختزن الحبر بين جنبيها وتفرغه أينما اتفق.. بقع داكنة ملأت الأرضية والأوراق.. و.. ويدي
تلوث المكان .. أو تنظف
وبين بقع .. نقطة.. وفاصلة تشكل الكائن الحبري خاصتي.. تجلى واضح بكل جبروت..
كائن مبهم.. ملأ المكان رهبة.. غزى عمري نشوة فصرخة
بيوم الميلاد الأول.. وسط ساعة الشهقة تمام دقيقة السراب.. تسللت اليد الواثقة من بين المداد الأحمر ..
ظهرت الأطراف شفافة منبثقة من الكتاب.. زحفت الأصابع الوهم على يدي المرتعشة تلمست المسام..
اخترقت العروق والشريان.. زحفت بدراية لتحوز خطوط التملك وبلحظة عجيبة أمسكتني وما
أمسكتني ..حازتني وما حازتني .. اهتزت الجذران من حولي .. تزلزل محيطي الثابت المنيع .. وانتشلني كائني الحبري لعالمه ............ عالم الجنون العاقل
فتحت عيني بتثاقل .. بعد اختراق سياج الحقيقة الوهم..
ف................... فوجدتني معه , وحده دون سواه
جردني من ثيابي بلوني المفضل الأسود.. وألبسني حلة بيضاء لا هي ضيقة ولا فضفاضة.. لا واضحة ولا شفافة.. لا طويلة ولا قصيرة.. كانت تلك حلتي بمقياس عمر الفرحة و زمن الخيبة
أخذني من يدي وتجرأ ليريني محيطه .. يسرد لي حكاياته و بين فينة وأخرى أتطلع إليه فأراه وما أراه.. أحسه وما أحسه ..
ناولني جرعة خيال.. فارتويت منها ومنه
غزوت مجاله فاقتنصت قضمة من خبز الحياة .. تورد الأفق .. وبات الجمال يتدفق
جرني من رسغي بشدة نحو النهر الهادئ القريب .. فأراني صورته واضحة تتلألأ مع انسياب الماء..
قمة مكللة ببياض.. كوخ .. أرضية خضراء.. سطح أزرق .. تغريد.. فراشة تحوم ..حفيف يحيي.. خرير يذيب .. جنون ساطع.. طيران لذيذ..
نفتت عني كل هذا .. أرهفت النظر والشوق
تأملت الصفحة المنعكسة أمامي .. صورته
ف ..............فكانت تلك صورتي
؛
؛