الرياضة
الرياضة عبارة عن نشاط إنساني ذات أبعاد ثقافية واجتماعية، تتم ممارستها بطريقة تتسم بالعدالة والتكافؤ الاجتماعي وهي تهدف إلى تنمية المجتمع وتقوية روابط الصداقة بين الدول وتساهم في عمليات الاندماج الاجتماعي، كما أنها تعطي الفرصة للأفراد لتنمية الجوانب المعرفية والصحية والنفسية و تطوير القدرات البدنية والمهارية ..
الرياضيه جذور تعود إلى عصور الحضارات القديمة ، في حضارة وادي الرافدين وحضارة وادي النيل مؤشرات كثيرة باتجاه اهتمام هاتين الحضارتين بالنشاط البدني والحضارة العربية الإسلامية هي الأخرى أولت عنايتها بهذا الضرب من النشاط معلنة أن الإنسان ليس جسما منفصلا عنه الروح أو النفس أو العقل وانما هو وحدة متكاملة معقدة التركيب ،وان النشاط الرياضي لا يقتصر تأثيره على العضلات والعظام والأجهزة الأخرى وانما يشمل التأثير في النواحي الروحية والنفسية والعقلية للإنسان .
ففي حديث للرسول قوله(ليس الشديد بالصرعة ،إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) مؤكدا في ذلك على التحكم بالانفعالات ،كما يروى عن الرسول أيضا انه قال (الهوا والعبوا فاني اكره أن أرى في دينكم غلظة) مؤكدا أهمية الرياضة في الترويح وفي إسعاد النفس ،كما يروى عن الإمام علي قوله (روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة،فان القلوب إذا كلت عميت ،وان عميت لم تفقه شيئا) وهذا دليل آخر على اهتمام العرب والمسلمين بالنواحي النفسية واستخدام النشطة الرياضية للترويح والتخفيف عن أعباء الحياة وبهذا نرى أدارك العرب المسامين للصلة بين الجسم والعقل .
ان الاسلام هو خاتم الاديان وان هذا الدين كان بحكمة الخالق البارىء دينا شاملا لكل مناحي الحياة ولعل الرياضة والجهد البدني هما من مكونات الحياة الاساسية ومن ضروراتها وهذه محاولةمتواضعة للتعرف على وجهة نظر الاسلام في الرياضة.
الإسلام والرياضة:
ربما لم يكتب التاريخ القديم عن حضارة أولت الرياضة اهتماما مثلما أولتها الحضارة الإسلامية كما انه لا يوجد دين من الأديان السماوية أو الأديان الوضعية أو الوثنية كان له مواقف إيجابية مثلما للدين الإسلامي من مواقف .
فالحضارة الإسلامية علما وفكرا وثقافة أكدت على أهمية ممارسة الأنشطة والألعاب الرياضية ، المهارية منها والتربوية ، والترويحية والتنافسية ، كما أن الدين الإسلامي ممثلا في العقيدة والسنة النبوية وكذلك من خلال أقوال الخلفاء والصحابة، ومواقف العلماء والفلاسفة القادة التربويين أولو الرياضة اهتماما خاصا - عملا وقولا وممارسة - لما لها من فوائد جسمية وصحية وتربوية وجهادية.
والدا رس للشريعة الإسلامية من عقيدة وسنة ( قوليه أو فعلية أو تقريرية ) يجد نصوص وقرائن ودلائل تؤكد على أهمية ممارسة الرياضة والتدريب البدني كما يجد بان للرياضة والتدريب كما يجد بان للرياضة مكانة في عصر صدر الإسلام وان هذه المكانة نستدل عليها من المصادر التالية 0
المصدر الأول :
العقيدة في الإسلام وتتضمن :
1-دلائل وقرائن في نصوص قرآنية كريمة .
2-أركان ومناسك وشروط القيام بالعبادات في الإسلام وارتباط بالمفاهيم البد نية والرياضية
المصدر الثاني :
السنة في الإسلام وتتضمن :
السنة الفعلية: وهي الأفعال التي كان يقوم بها الرسول الله شخصية مثل قيامه بأنشطة وممارسته لرياضات محددة.
السنة القولية : وهي الأحاديث النبوية المسندة التي قالها رسول صراحة بأسلوب مباشر أو نوه عنها بأسلوب غير مباشر عن الرياضة وأهميتها وحث المسلمون على ممارسة ألوان متعددة من الرياضات والأنشطة الرياضية والألعاب الترويحية.
السنة التقريرية:وهي الأفعال أو الأنشطة والأحداث التي اقرها الرسول صراحة أو سكت عن إنكارها بعد أن حدثت أمامه أو في عصره وعلم بها .
المصدر الثالث:
اقتداء الخلفاء الراشدين والصحابة برسول الله فعلاً وقولاً أو تقريراً من حث المسلمين على ممارسة الأنشطة الرياضية قولاً أو ممارستهم لرياضات اقتداء برسول الله الكريم أو إقرارهم لالعاب أو أنشطة مارسها المسلمون في عصرهم.
الدلائل والقرائن في النصوص القرآنية :
لم يأت ذكر كلمة (الرياضة )نصا صريحا في القران الكريم وانما آيات قرآنية تناولت الجسم والبدن والقوة بشكل مباشر كما جاء ذكر للعب والترويح والمنافسة بأسلوب مباشر وغير مباشر أيضا كما تناولت آيات أخرى الخيل والصيد واحكامه وفوائده وأنواعه، ولما كان الأصل في الأشياء هو( التحليل ) وليس (التحريم) مالم يرد نص في القران الكريم بالتحريم بشكل مباشر أو غير مباشر وبتفسير مثل هذه النصوص القرآنية نستنتج أن الدين الإسلامي الحنيف أكد على أهمية العناية بالبدن والمحافظة على صحته وكذلك تنمية قوته أمور يجب أن يحرص عليها المسلم.
مكانة الجسم والبدن في النصوص القرانيه الكريمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(الذي خلقك فسواك فعدلك) (الانفطار:7)
(لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم) (التين:4)
(خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فاحسن صوركم واليه المصير) ( التغابن:3)
وهي إشارة إلى تقدير جمال الأجسام وكيف أنها تؤثر في الناس وتثير إعجابهم.
اللعب و الترويح:
جاء ذكر اللعب نصا صريحا في اكثر من آية من الآيات القرآنية الكريمة منها:
بسم الله الرحمن الرحيم
( إنما كنا نخوض ونلعب) (التوبة:65)
(أرسله معنا يرتع ويلعب) (يوسف:12)
المنافسة والمسابقة :قال تعالى،بسم الله الرحمن الرحيم
(ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) (المطففين:26[/align]