الأخ الفاضل والمربي الوقور الأستاذ عبدالله الفوزان
بعد التحية والتقدير لشخصك الكريم
أعتز بك كمربي ومعلم يهتم بتطوير الفكر لطلاب العلم
وبصفتي احدى المثقفات العربيات يسرني أن أشاطرك
الرأي بالنسبة لموضوع الثقافة والفكر المتدني بالمجتمع العربي
عموما هذه مشكلة يعاني منها مجتمعنا وللاسف نرفض الإقرار
والإعتراف بها وأعتقد أن المسؤول الأول عن هذه الكارثة هي
الأسرة بالمقام الأول لأن العلم بالصغر كالنقش على الحجر
فلو أن كل أسرة أتخذت مكتبة مبسطة تحتوي على كل أنواع الكتب
بكل المجالات وعودت الأطفال القرأة منذ الصغر والأطلاع لتعود الشباب
أن القرأة ومنها تبدأ الثقافة فلننظر لأي رحلة نسافر عليها ويكون معنا
على متنها جنسيات غير العربية ماذا يفعل الراكب طوال الرحلة طبعا
يحمل كتاب ويقرأ به طوال الرحلة سواء أكانت الرحلة برية أو جوية
أو بحرية ولنعود للتاريخ عندما سئل أحد رئساء وزراء أسرائيل بأي
خطة سيدخل الحرب مع العرب قال بنفس الخطة السابقة فاستغرب الحاضرون
فرد عليهم أن العرب أمة لا تقرأ !وهنا يحضرني جملة كنت أعلمها أولادي
بقولي أن القاريء يستطيع أن يكون طليق اللسان معبر لا يتلعثم عندما يتحدث
ولا يحتاج لوقت لكي يرتب الجمل عكس لو شاهد التلفاز أو إستمع للمذياع
فإنه يكون صامتا وهذا لا يساعد على سرعة التحدث وطلاقة اللسان وكنت أحثهم
أن تكون القرأة جهرية أي بتحريك الشفاه واللسان لتنشط الذاكرة وترسخ المعلومة
وكم كانت المفاجأة حينما وجدت إبني البالغة 12 عاما تناقشني بالإنخابات الأمريكية
الأخيرة وجداول المرشحين الإنتخابية وعندما سألتها من أين أستمدت معلوماتها
اخبرتني أنها تتابع الصحف والأخبار وتقرأبهذا الموضوع لأنه حديث الساعة ولا
بد أن تطلع عليه وتلم به ولا أخفيك كم كانت فرحتي بذلك لذلك أناشد الأسر الألتفات
للنشيء الصاعد ومن ثمى يأتي دور المعلم والمدرسة فالثقافة ليس لها حدود
ولا ننسى أن المثقف يحاور الجميع أما المتعلم فلا يحاور إلا بمجال علمه
شاكرة لك جهودك النيرة وقلمك الراقي ودمتم
النفوذ---فلسطين