عيون تتكلم
جلست على شاطئ البحر حيث السكون
والهدوء جلست لا أحرك ساكنا فقط أتأمل
تماما كتلكم الأشجار الرابضة هناك أحسست
بها وربما هي شعرت بي رأيت الموج يغرقها
بين الحين والأخر وهي متشبثة بأصول الرمل
لا تتزحزح أبدا
يعلق فيها ملح يتركه الموج دلالة على زيارته
فتراها قد شابها لون البياض كما يشيب شعر
الذي رأى في هذه الحياة ما رأى
أواه يا تلكم الأشجار إن قلبي يشعر بك ويأسف
لحالك
أيها الناس أنا لست مجنونا لكيما أكلم الأشجار
بل أنا إنسان أشعر بها وأشعر بحالها
أنا أعيش بمشاعري ولست أتخلى عنها
أنا تماما كتلكم الأشجار تأتيني الهموم كتلكم
الأمواج فتغرقني كما تغرق الأمواج الأشجار من حولي
حيناً تترك أثرا بينا جلياً وحيناً تهتز تلكم الأشجار
وتبقى متشبثة تنتظر موجة أخرى إلى
أن تأتيها موجة تجتثها وتأخذها
إلى البحر
أنا تماما كتلكم الأشجار أربض في صمت
وأراقب في سكون إلى أن تأتيني موجة
تأخذني إلى القبر
أنا لست أدري كم هناك موجةٌ ستأتيني
ولست أدري أيها ستأخذني ولكن
كل الذي أدريه أن عيوني بدأت تتكلم
مع الأشجار
نعم هي تكلم الأشجار ولكن بطريقة لا
يفهمها من لا يشعر بالأشجار وعذرا
لقلبٍ لم يفقه ما أقول وقد فهمت ما
أردت بكلامي الأشجار
برهان المناصير