[align=center]قالوا انتظر..[/align]
هذه القصيدة على لسان المنتظر الزيدي الذي حكم بسجنه على يد أهله!
قالوا انتظرْ ...
فالفجرُ يؤذن بالطلوعْ
والليلُ
سوف تبيدهُ
ألافُ آلافِ الشموعْ
قالوا انتظرْ..
فوقفت في كف الظلامِ
أراقبُ الأملَ البعيدْ
أرنو إلى حلكٍ وفي
عينيَّ نونٌ من حديدْ
علِّي أرى
خيط الضياءِ
يبث في قلق الوجومِ
مواسم العطر القديمْ
علِّي يذكرني التأملِ
رسم خارطة الرجوعِ
إلى النجومْ
قالوا انتظرْ
فالفجُر
يؤذن بالطلوعْ
والليلُ
سوف تبيدهُ
ألافُ آلافِ الشموعْ
قالوا انتظرْ..
فقد انتظرتُ ولم أرى
غير الجماجمِ
والضلوعْ
والطفل تبكيه الغريقةُ
في الدماءِ وفي الدموعْ
قالوا انتظرْ
فقد انتظرت ولم أرى
إلا التذللَ والخضوعْ
ودمَ الشهيدِ على ثرى
الآلامِ
بالبشرى
يضوعْ
لن أنتظرْ ..
لن أنتظر
مادام لي نبضٌ
وفي كفيَّ
روحْ
مادامتِ
البسماتٌ ترسمها
القروحْ
مادامت الثكلى
تنوحُ على الذبيحْ
لن أنتظرْ
قالوا انتظرْ
يا قومُ ماذا أنتظرْ
الفجرُ
يبعثه حداءُ التضحياتْ
لا يُنْتَظَرْ ...
والأمةُ الشماءُ
تغصُب مجدَها
من بين أنيابِ
المماتْ
لا تَنتظر ...
والأرض تُسقى بالدماءِ
لتخرج الماءَ
الفراتْ
لن أنتظرْ00
هبني سُجنت فلم أعدْ
أدري الصباحِ من المساءْ
هبني حُرمت محاسنَ الدنيا
وألوان الضياءْ
هبني شجيت لطفليَ المحرومِ يَجهشُ بالبكاءْ
هبني بكيتْ
هبني مرضتُ وما شفيتْ
هبني اختفيتْ
ماذا فعلتْ ؟!!
ماذا فعلت لأمةٍ
تبكي الألوفَ من الرجالِ
ولا رجالْ
ماذا فعلت لطفلةٍ
في كفها
حجرٌ
وبين دموعها
الحرَّى
سؤالْ :
أين الرجالْ ؟
هل يا ترى أني أجبتُ
على السؤالْ ؟!!
حين اشتريت بسيفي المكسورِ
زوجاً من نعالْ !!!!
هل ياترى ؟
هل يا ترى آن الأوانُ
بأن يقالْ :
لا تنتظرْ ...
................................................
الليلة 15/3/1430 هـ