شدد عدد من علماء النفس والتربية على ضرورة إبعاد الصغار من مشاهدة الفضائيات الناقلة لمشاهد الحرب الدائرة على ارض العراق وأكدوا أن هذه الصور التي تعرض للأطفال والنساء المصابين وكذا جثث القتلى المتناثرة تختزنها دواخل الصغار مما يكون له في الغد انعكاساتها الأكثر سلبية ونصح العلماء الآباء بضرورة الاستعاضة عن هذه البرامج ببديل يشعر الصغار بشيء من التفاؤل وأكدوا أن الصغار قد تجذبهم هذه المشاهد لكونها غريبة على عيونهم لم يعتادوا رؤيتها من قبل بل وربما يظلون متابعين لها بحرص بالغ ولكن آفة هذه المشاهد تبدو في ظلالها الأكثر قتامة والتي تلاحق الصغار وتشعرهم بأن الحياة لا تتعدى إلا أن تكون دمارا وهلاكا. وأشار العلماء أن المشاهد الدموية لا يشعر حتى الصغير بتبعاتها حال رؤيته لها بل تختزن داخله لتخرج حتى ولو بعد سنين في صورة اهتزاز وخوف وعدم جرأة على مواجهة المواقف وأضافوا انه لا بأس أن يكون الكبار هم ناقلوا الأحداث لصغارهم بشكل أخف حدة مما تراه العيون ورفض العلماء ما يردده البعض من أن مشاركة الصغير وحثه على رؤية مشاهد الحرب تنمي مداركه وتجعله يطل بتفكيره على العالم برؤية أوسع وأكثر شمولا. وأكدوا أن هذا رأي مردود عليه ولا يخلف وراءه إلا عقدا نفسية وأمراضا داخلية وأجمع العلماء في رأيهم على ضرورة التأكيد على الصغار بأننا نحيا داخل وطن آمن يعتمد على أصول وثوابت محكمة وقيادة حريصة على أن تنأى بشعبها عن هذه الويلات المهلكة وشددوا أيضا على ضرورة أن يكون دور المدرب والأسرة متوائما في القيام بهذه المهمة مهمة إبعاد الصغار عن أجواء الدمار والهلاك ومحاولة التخفيف عنهم بعرض الحقائق مجردة دون إقحامهم في هذا الخلط الذي تتبارى فيه الفضائيات ما بين حقيقة واضحة وكذب وادعاء
--------------------------
*
*
*
مجلة المعلم