ظل صورة
أخبرتني أنك مسافر لبضعة شهور فقط(مهمة لعملك)
طبعت قبلة الوداع وهمست أحبك ولن أُطيل الغياب حبيبتي
سأنتظرك بكل حب ولهفة.....يا كل الحب.
غادرت المكان.....وأنا أودعك بنظرات لاحقتك حتى اختفيت
عن ناظري.
سنوات مرت ولم تأتِ
مكومة أنا في زاوية غرفتي....بعضاً مني تمزق
وغيره تبعثر....لم يبقَ سوى عينان تجوبان بحثاً عن
شيءٍ ما .....هنا توقف النظر عند صورةٍ جمعتنا معا
بخطىً متثاقلة لأقدام أضعفتها أثقال رحيلك....وصلت
لتلك الصورة...تناولتها بأيدٍ ترتجف من بقايا خوف
لليالٍ حالكة قضيتها دونك.....وخوفا من مستقبل بات
في اللاوجود(معك).
حملت هاتفي النقال الذي بات أخرس من نغمتك
التقطت صورة لي فقط لأقارن بين صورتين
ملامح الصورة الأولى
يا لجمالٍ أبدعه الخالق فتجلى الليل بسواد الشعر
وتجمَّل البدر في ضياء الوجه...وحمرة التفاح على وجنتين
لخدود على قطعة ثلج....والعينان كحبتي تمر وسط طبق أبيض
الرموش كأنها سيوف سُلَّت من أغمادها.....وخال يزين فوق
شفتين متأججتين بحمرة العناب.
والقوام شامخ راسخ كنخلة لا يخضع لأي ريح أو إعصار.
ملامح صورة الهاتف...عفواً(ظل الصورة)
ههههههه..ضحكة ساخرة بعد كونها ساحرة
بعد أن رأيت البياض لوَّن سواد الشعر....وخُسِفَ القمر
ليظهر زرقة سماء تشوبها صفرة غيوم...ظللت وجهي فأزيلت
كل حمرة كانت.
والعيون باتت أشبه بوردة أرهقها الشم فأذبلها...فبقيت بتفتح
قليل...تظللها رموش بائسة.
أبقي قوام؟!
ما أراه سوى منحنى قاب قوسين أو أدنى...إن هبت نسمة
هواء طرحته أرضا.
وذاك الخال أراه كَبُر فوق شفاهٍ زرقاءَ جفت دماؤها
فأي ريشة سترسم تلك البائستان!
ااااه
كفى يا قلم نزفا...فالحروف تئن...والكلمات تحتضر
وما الصفحات سوى نعشا ...سَيُحمَل إلى مقبرة الألام
أو نُصُبا في ساحة شهداء الفراق...
ونهايةً انا ما زلتُ منتظرة....
فإما عودتك...وإما رحيلي الى حياتي البرزخية.