ها قد اعتليت سفينة رحيلي....وسط بحار ذكرياتي
تلك التي عشت أجمل أيام عمري....في دنيا عشقك
ها أنذا أبحر وسط لياليك الدافئة في الشتاء....حين كنت
أتوسد صدرك وأنت تشاهد التلفاز وتحتسي قدح الشاي
وتتركه فجأة لتطلق العنان لأناملك العزف على ضفائري
وبلا إرادة....تحل كل عقدها...حتى ينساب شعري كستارة
سوداء تُسدَل على كتفي....لتواري نصف ثوبي المخملي.
وما هي إلا لحظات حتى تبعثره يمينا..يسارا
أماما...وخلفا.....وترفع وجهي بيدك لأعلى
فألبي دعوتك للتيه في أسرار عيونك...التي تخفي
في طياتها عشقاً وهياما...فلا أحتمل المسير في تلك المتاهات
فأرقب تكات الساعة التي أسمعها سيمفونية عشق تراقص بندولها
فرحا بنا.
ياااااااااه
بلا سابق إنذار ...تغير حالك....فشخصيتك باتت متقمصة عن
شخص لا ولم أعرفه.
بدأت تكات الساعة تضطرب......وتعلو مزمجرة كجرس إنذار
توعد باقتراب الرحيل.....
في ليلة مشؤومة ...وبلا قصد أو ترصد...سمعتك تهمس ليلاَ لها
بكلمات حبٍ عصفت بي...وأطاحت بقلبي....
تسللت حيث الساعة....قصصت ضفائري....وجعلت منها بندولا
يرقص ألماَ لساعةٍ بات لحنها نغم نزف الرحيل....علك تستصيغه.
ها هو مركبي...تلاطمه أمواج عالية....مزقت شراعه
رياح الخيانة العاتية......
اااااااااااه
المواجع قلبت المركب....وأنا أغرق في بحر الألام والأحزان
لا أستطيع التنفس.....فكيف لي ذلك وأنت أُكسجين حياتي
والهواء الذي أدمنته.
لكن سأحاول الصمود في الأعماق....بلا ذاك الهواء والأكسجين
وأنتظر لعل طوق نجاةٍ يأتيني من اللامجهول....
وإن لم يأُتِ....فلتكن نهاية الرحلة.