[frame="15 98"]المربي تحت المجهر
** التربية قدوة قبل أن تكون توجيها ... وعمل قبل أن تكون قـــــولا ... والمربي ينبغي علية أن يربي الناس بفعله قبل قوله ... فالمربـــــي الــذي يتجاوز حدود الشرع كيف سيبري غيره ممن يفترض أنه قـــــــــــــــدوة لــه .
** وأثر إخلال المربي بالتزام الضوابط في التربية وعمله لايقف عند حدود العمل التربوي بل يتجاوز ذلك .. فربما يخرج جيل متهاون في سائر ميادين
الحياة وهذا مكمن الخطر .
** كان المربي ينظر إليه من الخارج باعتبار واحدا يمثل السمات والهدي
الشرعي .. وربما ينظر إليه بعين تبحث عن الخطأ وتفرح به ,,, وتتخذ من
أخطائه مدخلا للنيل من المربين .. فلا يوجد أخطر من هذا التصور .
** والمربي حارسا أمينا ... وسدا منيعا أمام الباطل .. ورقيب _ بأذن الله _
لما بين يديه... فالأبد إن تكون لديه الرقابة الذاتية ويستشعرا لرقابة الربانية قال تعالى ( إن الله لايخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء
** بلغ من شرف مهنة المربي أن جعلها الله من جملة المهمات التي كلف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) فهنا المربي ناقل لمعلومات إلى قلوب وعقول ليطبقوها في سلوكهم وحياتهم .
** أن يكون المربي صادقا فيما يدعو إليه .. وعلامة الصدق إن يطبق على نفسه .. فإذا طابق عمله علمه اتبعه الطلاب وقلدوه في كل من أقواله وأفعاله .ولان المربي في عدم صدقه يعلم الناشئة الرياء دون إن يشعر فهم يتأثرون .... فالمربي قدوة في مايقول .
** قلة العناية بمراجعة النفس ومحاسبتها إذ هي توقف المرء على مدى تقصيره وعلى جوانب الخلل في عمله , ولا يسوغ أن يكون الاعتياد على عمل وإرثه عن السابقين حائلا ومانعا عن المراجعة والمحاسبة وقد يسمع المربي النقد لبعض أوضاعه .. والحديث عن بعض التجاوزات الشرعية التي قد يقعون
فيها , فتحول نظرتهم لنبل عملهم وسلامة مقصدهم , دون الاستفادة من خطأ مسلكهم وهذا ليس صحيحا ... فالمؤمن ولله الحمد يقبل الحق ممن جاء به والحكمة ضالة المؤمن كما جاء في الأثر .
** ضعف العلم الشرعي وقلة العناية بة ... ولا اقصد هنا إن يهتم المربي بالعلم الشرعي ويهمل ما سواه ... ولكننا ندعو إلى أن يأخذ المربي مكانه التربوي اللائق به .. وان يكون البناء العلمي من أهم أهداف المربين اليوم
فبدونه يخرج جيل صوتي يجيد التقعر والتشدق .. ولا يجد من يحميه من الزلل
والتجاوزات , ويسلك طريقا بعيدا عن المنهج التربوي الذي نهدف له ... فعلى المربي الاعتناء بالعلم الشرعي والتعامل المنضبط مع الثقافة المعاصرة والوعي بظروف العصر وأحواله .
** أن يكون المربي قادرا على الضبط والسيطرة حازما , يضع الأمور في مواضيعها ويلبس لكل حالة لبوسها فلا يشتد حيث ينبغي التساهل
ولا يتساهل حيث يستلزم الحزم , وان يكون عارفا بأساليب العبث والشغب
فلا تفوته ... متنبها لكل حركات الطلاب ومقاصدهم ما أمكنه ذلك .
** والمربي يقتضي عليه أن ينظر إلى الناس كما ينظر لنفسه فالناس سواسية من حيث أصل الخلقة ... ولا يمنع ذلك أن يرى لأهل الفضل فضلا, وان يفضل في المعاملة الخير على الشر , بل يجب هذا لان كرامة الإنسان وقيمته
تزيد بفضل إعماله , وإحسانه , واحترام المحسن أكثر من غير المحسن أمر تربوي يشجع الناس على الفضيلة فلا يستوي العالم مع الجاهل ...و .... و ..... .
**** والمربون مسؤوليتهم عظيمة في شحذ الهمم ... لينشئ جيل يحقق لمجتمعه ولولاة أمرهم أهدافهم ... ويكونوا امة وسط .
وآخر دعونا إن الحمد لله رب العالمين .. وصلى الله وسلم على رسولنا وقدوتنا هادي البشرية .. محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة .
ودمتم زارعين وحاصدين لأجيالاً عالية الهمة .[/frame]