في حديقة جميلة كانت هناك زهرتان سقط الندى عليهما
إحداهما حمراء والأخرى صفراء
ومن روح الصباح تدفق شعاع جميل وسقط فرحاً في أحضانهما همس البستان وتكلمت الأشجار فيما بينها
وقالت شجرة عجوز
كيف يدخل هذا الشعاع إلى البستان؟
ردت شجرة كينا باسقة الطول ...إته جميل جداً ولكن لِم إختار الزهرتان وسقط عليهما فقط..؟
غضبت الأشجار الأخرى وزمجرت ومدت أغصانها وفردت أوراقها لتتهاوى ظلمة على البستان وتغمر الزهرتان الصغيرتان
أما الشعاع فقد بدأ بالإنحسار مهزوماً أمام العتمة
بكت الزهرتان فأنتشرت الدموع في البستان
قالت الزهرة الحمراء دعوا مافي القلب في القلب والنبض والحياة .دعوا شعاع النور
قالت الصفراء إنه سر الحياة فلا تخنقوه في المهد
سمعت الشجرة العجوز كلماتهما فقالت
دعوا الشعاع يمر وإلا سيحرق أوراقكم بعد قليل
تراجعت الأشجار عن قرارها فعاد كل شيء طبيعياً
إزداد الشعاع إشراقاً وكبر حتى أصبح ضوئاً يغمر الدنيا كلها
تكونت شمس حقيقية تنشر ضوئها ودفئها في كل الأرجاء
تتوهج أشعتها وتتوزع في أرجاء البستان في الغابة في المدينة في نصف الكرة الأرضيةوأزدادت قوة الشعاع ومارس سلطانه على كل شيء ...؟
ولكن مع إنحسار الظهيرة بدأت قوته بالتراجع ومع حلول المساء بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة ويستجمع قواه بنفس الوقت ليعاود الكرة في اليوم التالي يمارس عشقه للزهرتان ولكل شيء مانحاً الأرض عطائاً لايتوقف
مانحاً الحياة لكل شيء.