السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم اول موضوع من سلسلة قصة وقصيدة
واتمنى ان ينال الاعجاب والاستحسان
وقصة اليوم تناقلها الرواة واوردها الراوي منديل الفهد في أحد مؤلفاته
وكثيرا مايرويها الراوي محمد الشرهان وهي قصة مسلم الوليعي
و لقب الوليعي جاء بعد أن مات مولعا بالحب وليس أسمه الحقيقي
ومع علمي المسبق بالقصة إلا انني آثرت نقلها كما وجدتها في كثير من المواقع اختصاراً للوقت مع بعض التعديلات على القصة كما سمعتها من الراوي الشرهان .
في زمن بعيد وفي بدايات القرن الثاني عشر تقريبا
عاش مسلّم الوليعي وهو شاب بدوي من سكان المنطقة الشمالية الغربية من قبيلة جهينة العريقة
وكان مسلم شابا طيب الأخلاق شهم ذو نخوة
و كغيره من الشباب يطمح لجمع المراجل بجمع المال وتكوين النفس
ولم يكن في ذلك الوقت من الأعمال التي يمتهنها الشباب إلا أعمالا محدودة ومن أبرزها الرعي
فاشتغل مسلم بالرعي وأصبح يتنقل بين القبائل حتى حط رحالة في الشمال
عند رجل من رجال إحدى القبائل المشهورة
وكان ذلك الرجل لديه حلال كثير وكان كريما فأكرم مسلم وأحبه مسلم الوليعي
واشتغل عنده سنوات عديدة
وكان لذلك الرجل بنت جميلة ( تطش الطير الطاير من السما )
ألفها مسلم وألفته ولم يكن يعلم حقيقة مشاعرها
وكان صاحب الحلال لديه ذودين من الإبل فكان مسلم يرعي ذود والبنت ترعى ذود
وفي أحد الأيام
أراد أن يتاكد مسلم من حقيقة مشاعرها فاستشار أحدى كبيرات السن (كنها ريال ورعة صارته بيدها ومتعفط عجوز متعفطة من جرد السنين ) << تعليق غربولي :مزون:
واخبرته بخطة
وكان ان تظاهر مسلم بانه تعرض للدغة في أحدى الليالي أمام الرعاة ومعهم البنت وأشار أحدهم
ان يقوم أحد بمص السم ولم يتقدم أحد سوى الفتاة
وأمسكت بمكان القرصه وهو اصبعه الخنصر
وأرخت لثامها تمص اصبعه لتسحب منه السم
وسقط لثامها بالأرض ولم تأبه به
وهنا أدرك مسلّم حقيقة مشاعرها
بعد أن نجحت خطته
وفي يوم من الايام تصارحا بحبهما
وقال لها مسلم انه يريد خطبتها
وسمعت الحديث اختها الصغرى فأخبرت أبيها
ولخوف الفتاة على مسلم من والدها قالت له لا تدخل الدار بل ابق بعيدًا وأنا سوف أذهب بالإبل وسأكتشف إن كان والدي قد ضن بنا سوءًا أم لا
فإن كان الأمر طبيعي ولم يشك فسأقرع الحوض للإبل وتأتي أنت
لأنني إن ذهبت لأناديك علموا أننا خائفين فيشكون في أمرنا
وإن كان هناك خطرًا عليك فسأصرخ باسمك فاهرب لأهلك
وهذا من حرصها عليه لأنها تحبه فضلت أن يبقى بعيدًا لكي لايطوله شر والدها
وكانت تمشي إلى الدار بخطىً وجله ولم تكن مشكلتها أهلها بقدر ما هي مفارقة مسلم
ولما عادت وقابلت أبيها وجدته لم يشك بأي شيء لأنه يثق فيهما ويعلم طهرهما
ومن فرحة البنت وشوقها لمسلم بعد علمها بأنه لن يفارقها
نسيت فصاحت له تناديه باسمه
وعندما سمع نداءها علم أنه الموت فهرب
وكان متحسرا لفراقها وخائفًا عليها من أن يمسها والدها بسوء
فذهب لأهله خالي اليدين
وكان مهموما من فراق محبوبته والهم الأكبر خوفه عليها
فجلس عند أهله مريضا وانسلت حاله
فحاروا به أهله
عرضوه على أطباء شعبيين عدة فلم يجدوا به مرض
وقال أحدهم إن الذي فيه عشق
فخلوه يشرف بأعلى مكان واسمعوا ما يقول
وفعلا نفذوا ما أوصاهم به الحكيم الشعبي
ولأن جبل رضوى قريب منهم جدا
صعدوا به قمة جبل رضوى
فأشرف منها أعلى مكان ووقف على الميهاف
وأنشد الأبيات التالية :
يقول الوليعـي والوليعـي مسلـم
...........من دامت أيـام الصبـا لـه دام
لو إن عجـات الصبـا يجبرنـه
...........كما يجبر الجابر كسيـر عظـام
قارٍ قراني يوم قرصت خنصري
...............قـارٍ قرانـي ماعلـيـه لـثـام
إلى قرى القراى وأرخـى لثامـه
..............قلبـي تزايـد عـلـة وهـيـام
قراني وهو يسبح من الدمع ناظره
............ليتـه قرانـي والعيـون نـيـام
رقيت في رضوى ورضوى منيفه
..........وأخيل في عيني جنـوب وشـام
أخيـل بعينـي طلحـة ناعميـة
.............سـلام يـادار الحبيـب سـلام
أنا جيتكم من راس رضوى عشيه
...........كما شن غـرب بـاد منـه وذام
وبعد أن أتم الأبيات سقط ميتًا وتدحرج من أعلى قمة رضوى
فحاول اخيه اللحاق به ولم يمسك الا عباته
فأقسم أن يقتل من قتلت أخاه
وعندما حملوه لدفنه قام أخوه وقص قرونه
وبعد أن دفنه أخذ الجدايل (القرون) وعباءته
وذهب إلى منازل القبيلة التي كان مسلم يعمل فيها
ووضع عباءة مسلم على جنب الذلول والقرون ربطها على القربة
وعندما وصل منزل القبيلة وقف على العد
وكل من جائت تروي عطاها القربة تروي له فإذا ملأتها ولم تقل شيئًا
أخذها ونثر ماها
إلين جت بنت ومن أول ماشافت العباة على الذلول هرعت إليها
فباشرها بمد القربة إليها فرأت القرون
فقالت : ياولد أسألك بالله العظيم ربك اللي خلقك وأذرى نسمك وين راعي هالقرون والعباة؟
فقال والله ما جيتك إلا وانا دافنه
فصعقت الفتاة وماتت في مكانها
وقال بعدما رأى معشوقة الوليعي منبهراً بجمالها
والله فلا ألوم الوليعـي ولـو طـاح
.........من رأس رضوى والعوض به عباته
مير اعذروني عند هبات الأريـاح
........لأذب عمري ثـم أسـوي سواتـه
تحياتي لكم