حين نمارس الخداع
حين نمارس الخداع
تعظم دنيانا في نفوسنا ,
وتجذبنا إليها بما زُيّنت به ممّا يصرف الأبصارو
يلهي عن المقصود
وتجذبنا إلى سفول لنلتصق
بالطين فنؤثر دنيانا على أخرانا..
فأنّى لمن توحّل بالطين أن يرى
بصيص النور..!!
وكم من مغترٍ لايدرك أنه قد هوى في
طبقات السفول دنواً منذ زمنٍ بعيد..
حين يغرينا الدرهم والدينار ,فيذهب
لمعانه بألبابنا وأبصارنا فينحرف
القلب عن سيره..
ويعبث
بخطونا فنسير
تارة يمنة وتارة يسرة وتارة
في خطوط متعرجة..
لا نعلم هل
ستوصلنا لما نريد..أم نسير
لمجرد السير..وأننا
في ركب السائرين وإن كان سيرنا ظاهراً..
وحين نصبح ونمسي ونحن نلهث وراء
تحقيق ذواتنا من خلال أي شيء نتشبث به
لنكون شيئاً للاشيء..لدنيا
فانية وأمنيات عواجل ..
وحين تقلقنا رؤانا المستقبلية فتحملنا
بماديتها المقيتة بعيداً عن حمى
الإيمان اليقين
لنرتع في مفازات
القلق والخوف ..
وربما دُنست أقدام في أوحال الشبهات والشهوات
وكم نجد من المسوغات لنعتذر
لأنفسنا وللآخرين عن ذلك التوسّع لنهرب من
لذعة سياط اللوم
ونغرق في خداع
أنفسنا من أجل أن نعيش..
أو نكون..أو نملك..أو نعلو..
أو يذيع منا الصيت وتغرنا صورة
صلاحنا
الظاهر لنستعذب لعبة الخداع ونرضى
عن أنفسنا لنمارس
في الخفاء كل طقوس الخيانة
والمكر والخديعة..فنلطخ البواطن
بأوحال الطين بله العفن .
كيف للمرء أن يخدع نفسه فيصمّ
سمعه عن كلمة حق ويحجب
عين قلبه عن خيوط النور
حين تتسلل إلى فضاء
نفس فتذكر بنور الحق..
وكيف لنفس أن ٍتنظر في مرآة الغير
فيشغلها تحسين هندام..
وتغفل عن تلك الجروح والقروح التي ظهرت في مرآة
الإيمان والصدق جلية لا تغيب
عن عين بصير..
حين نمارس خداع أنفسنا فنحن
نكسر
مرآة الحقيقة بأيدينا فتعكس
لنا ألف صورة تضيع
معها الصورة الحقيقية لنا..
إضـــــــــــــــــــــــ ــــــ ـاءة
"وربك يعلم ما تُكنُّ صدورهم وما يُعلنون"
"إنّ الله عليمٌ بذات الصدور"
"إنّ الله لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء"
مما راق لي