[align=justify]
يا أيها الرفاق
أعتذر تأخري بالحضور و كذلك عن إحضار القصيدة التي وعدت بها سوف احضرها المرة القادمة لاني اريد ان اضع فيها لمسة جديدة حيث أسميتها قيثارة عاشق وجاءت على موسيقى الكامل، على كل النص الذي احضرته اليوم غضب وكبرياء حاولت أن أجسد فيه انتصار الكبرياء على الغضب، اتمنى ان اكون وفقت بالتصوير في خاطرتي.
تحيات كما سنابل الشوق تحضنها عيون الشمس المشرقة
من مذكرات طائر
- العاصفة -
غضب و كبرياء
تتراقص ألسنة اللهب الغاضبة الجامحة، تتأرجح و تهبط برعونة غير متوانية في غابة من الألوان الحارة المتشابكة الغير مكترثة و الغير واعية، تشهق بعنف مضطرب و تزفر بفوضى عارمة، ثم تفتح ذراعيها بغضب و تعود تارة أخرى لتغلق عينيها ساهية، هي كانت عذراء صائمة فكيف طفقت الآن تلتهم الأشجار العالية الباسقة و تدوس بعنفوانها الفظ كرامة الأزهار الناعمة الغضة، و تنشر رائحة الموت الكئيب المرعب على الصفحة السوداء القاتمة الممتدة الأرجاء ، وهنالك أخيرا تتساقط بنعومة ساذجة و دون أدنى مقاومة البقايا الهزيلة لأجساد للفراشات الزاهية المتعددة الألوان المحترقة الأجنحة، لتذروها الرياح الهائجة بعيدا،
تلك الرياح التي أجهزت فيما قبل على بقايا رماد الأشجار التي احترقت أولا ربما لأنها لم تكن لتمتلك أجنحة، و تصاعدت و تصاعدت سحب النيران الغاضبة تنفث بغباء مطلق كتل من الدخان الأسود الكثيف الذي لامس عنان السماء الخائفة المرتعشة حيث لم تجد ألسنة اللهب طريقا إلى الأعلى فانتظرت لربما يتعب ذلك الطائر المحلق و يهبط مستسلما إلى قدره متوسدا أحضانها الدافئة الحارة، وطالت لحظات الانتظار، فبدأت تلك تشعر بخدر قدميها، و لكنها بقيت متيقظة تراقب البعيد، و تعانق عيناها عنان السماء الحالمة، تنتظر أو تنتظر، إلى أن لفظت بهمس بارد بقية أنفاسها الأخيرة و هي تراقب بصمت متحجر حدود السماء البعيدة، وبقيت عيناها الجاحظة في ترقب الطائر البعيد الذي بقي محلقا في الأعالي.
الشوق يجيئ ويقترب – و الروح تموج وتضطرب
وخيالك قربي في المنفى – يشتعل بعينيك الغضب
[/align]