العرافة قارئة الكف
,
عجوز خرفة
أخبرتني يوما: ما تنتظرينه مستحيل
قلت لها: هو حبيبي سيأتيني يوما على حصان أبيض.. وسيعريه هذا المستحيل.. وسترين
أجابت.. أفيقي يا حالمة.. المستحيل لا يتعرى.. هو كث الملابس.. لا يكاد يرى.. هي الحقيقة فقط عارية.. وتتباهى بهكذا عري مخيف
أردفتُ: لمَ أنتِ متهكمة.. لا يهمني مستحيل ولا حقيقة.. كل ما أريده العيش بطلاقة
ردت: كنتُ هكذا مثلك.. أنهكتني الثقافة.. داعبني الجنون.. بحنكة.. وها أنا الآن عوض أن أعيش بطلاقة.. غدوت حكيمة أنثرها الموعظة بالحقبة..
أجبت..: حسنا يا الواعظة.,. إن جرفك التيار.. ولم تستطيعي أن تتحكمي به المسار.. فليس معناه أن الكل سيحوز نفس المآل..
ردت.. : أراكِ واثقة.. كنت لكِ فقط ناصحة
- ................ لا بأس.. وأنا أيضا كنت لكِ فقط فاحصة.. ومتفحصة.. أتمعن في عينيك.. كيف تمنعينه عن غيرك.. ما تبيحينه لنفسك
- لن أزيد.. اذهبي إذن.. تحرري ما شئتِ.. واصعدي حتى للناطحة.. لكن احذريها الهاوية السحيقة
- حسنا.. لا يهم .. سيكون حسبي عندها.. أني بلغت عري الحقيقة.. ولن أرضاه مثلك الهروب.. وتكديس الصفحات البيضاء المخيفة
- سيداهمك الندم.. لأني حذرتك ولم تصدقيني
- سيغتالني الألم إن أنا عدت أدراجي للوراء.. وتركت طريق.. يحتاج للمسير والجري أشواط وأشواط.. سيشنقني الحزن.. إن أنا صدقتك.. ولم أصدقني
- أنتِ حرة.. لكن لمَ طلبتِها المشورة.. إن كنتِ هكذا عازمة..
- أردت أن تقرئي كفي وترجحي إن كنت سأحقق أمنية
- وما تلك الأمنية؟
- الجري.. أريد أن أجري .. افرد يداي.. أتنازل عن رجلاي للريح.. أريد أن أسرع.. أن تجتاح ملامح وجهي.. لسعات البرد.. أتمادى.. أتمادى .. تتسارع دقات قلبي للمدى.. تعجز رئتاي عن ملاحقة.. طقوس الشهيق والزفير.. أريد أن أجري وأجري ولا أتوقف... حتى أحس أن أطرافي لا تلامس الأرض.. فأطفو وأطفو.. للفضااا
- أليست لكِ أمنية أخرى.. هذه تجاوزيها.. أفضل لك
- ولمَ أفعل.. أريد تحقيقها حد الوله
- تجاوزيها أفضل لك.. كان بإمكانك تحقيقها.. في وقتها .. لكن الآن فات الأوان.. والماضي يا وردتي لا يعود.. مهما كان
- قاسية أنتِ.. تصفعين خد الحلم بالقوة
- قلت لكِ لا تنتظري الحلم.. سيتعبك الانتظار.. وأنا أراكِ متلهفة.. لا تستقرين في مكان
- تقصدين مزاجية.. لا أكاد أستقر على قرار واختيار؟
- أنتِ من قلتِ لا أنا
- لن أهتم لك.. ولو كان المقابل أن تستحوذ علي الأنا.. لكنك لم تخبريني.. كيف تغيرتِ هكذا وابتلعتِ الأضداد دفعة واحدة
- سقطت.. يا وردتي.. وكان وقع السقوط.. فظيع.. ارتج الذكاء.. انكسر الفؤاد.. و دق عنق الخيال.. فتحطمت منطقة قصية من دماغي.. كانت تلك منطقة الحلم.. فتعرى الواقع كما الحقيقة.. وما أصعبه العيش بين مفردات عارية
- كم أرثي لك.. فقدتِ الكثير حقا.. فأن نحلم يعني أن نسبح ضد التيار.. غير آبهين بالمفاجآت اللامتوقعة.. وأنتِ جرفك التيار..
- مازلتِ وردة طفلة..أو بالأحرى تلك البنفسجة الطموحة.. تعرفينها صحيح وتعرفين نهايتها.. أكيد ستجترك الحياة.. تلوكك.. تمتصك.. تختزلك.. وبالنهاية ستدرين عري الحقيقة وتعودين الي معتذرة
- أتعلمين أمرا.. في جوفي طاقة.. جامحة.. عناد مترسخ.. سأجتر الحياة.. ألوكها.. أمتصها.. أختزلها.. وبالنهاية ستدركين أننا نحن من نعري الحقيقة لا هي
- سنرى.. وسأدعو لك من كل قلبي.. أن تمضغك الحياة.. كالعلكة.. لتدركي أني أنا العرافة.. قارئة الكف.. لا العجوز الخرفة
- أنتِ قلتها لا أنا.. عجوز خرفة
- قبحا لك من فتاة متسلطة.. جاحدة.. لن تنتصري علي ولو في الحلم
- سنرى.. موعدنا يوم النتيجة.. وداعا.. الآن..أو إلى اللقاء.. سآخذ قسطي اليومي من الجري
من مذكراتي الهذيااان
,
.