أجد أنه من المهم جداً أن يكون هناك ضوابط (شرعية) لما سوف تقوم بتقديمه (شركة الاتصالات السعودية) من خدمة (الرسائل القصيرة التفاعلية الإعلامية) بل ومنعها من تقديم هذه الخدمة التي الهدف منها ليس في مصلحة القيم والآداب..
فما قيل عن أن هذه الشركة التي (يفترض) أن تقدم خدمات مجتمعية تصب في سياق تعزيز القيم الأخلاقية وليس الإسهام في الهبوط بمستوى مشاركة وتفكير من سيستفيد منها من (شركة إعلامية) لا هم لها سوى (جني الأرباح) كما حدث في (التصويت) على (ستار أكاديمي)!!
إن خدمة الرسائل القصيرة التفاعلية الإعلامية والتي يرمز لها برمز (sms) وحالياً تبثها القنوات الفضائية في رسائل يرسلها غالباً فئة (الشباب) ومعظمها عبارات غزل ونكت وتصويت لاختيار أغان أو اختيار فنان أو ممثلة أو أي تصويت لهؤلاء الطفيليات في عالمنا العربي المسلم الذي ابتلي بهذا المرض والابتذال تحت مسمى (مهرجانات الفن)!!
وعودة إلى هذه الخدمة التي (تزمع) شركة الاتصالات السعودية (تقديمها) دونما (اعتبار لرأي الجمهور الذي يفترض أن له (حقاً في محاسبة هذه الشركة) التي للأسف لم تنل رضا جميع الجمهور هنا في الوطن.. فهي تصول وتجول في كيفية استنزاف أرباحها من (جيوبنا) وصرفها في دعم مهرجان للغناء أو لتغيير شعارها بملايين الريالات!! وكأنما تغيير (الشعار) سيحسن الخدمات!!
.. تضيف الصفر إلى شريحة الجوال وتصرف (ملايين الريالات) على الدعايات السخيفة للترحيب بالصفر!! ثم يعود أحد مسؤوليها ويعلن أنه (لا مانع لمن يرغب) أن يحتفظ برقمه دون إضافة الصفر بعد أن يدفع مبلغاً معيناً!! أليس هذا هو (التخبط)؟؟
وكم أتمنى أن يتم استضافة هؤلاء المسؤولين عن هذه الشركة للحوار معهم ولكن (دون) تدخل (المذيع) أو (قطع الخط)!!
هذه الشركة (تزمع) إضافة (خدمة) لتقدمها لهذا (الجمهور) الذي لا يعني لها شيئاً سوى أنه وسيلة للاستنزاف المالي!!
هذه الخدمة هي ما يطلق عليه (الرسائل التفاعلية) التي تعتمد على الرسائل القصيرة بين عميل شركة الاتصالات السعودية (المشترك في الجوال) والشركة الإعلامية الموفرة لخدمة من الخدمات المعتمدة على الرسائل التفاعلية. وهذه الخدمة هي عبارة عن شراكة بين شركة الاتصالات والشركة الإعلامية. وتكون الأسعار أضعاف الرسائل المعتادة ويكون إيرادها مناصفة (أو أي نسبة يتفق عليها) مع المؤسسة الإعلامية المشاركة في تقديم الخدمة.
وكما هو معروف أن أهم خدمتين من هذه الخدمات هما: (خدمة التصويت)، وخدمة (النص المكتوب).. والخدمة الأولى تعني أن يقوم عميل الاتصالات السعودية بإرسال رسالة قصيرة تحتوي على رمز معين إلى رقم خاص بغرض التصويت لشخص أو موضوع ضمن شخصيات أو مواضيع محددة سلفاً.. وهناك استخدامات لا بأس بها لخدمة التصويت إلا أن معظم استخدامات هذه الخدمة هي لفرز المرشحين وإخراج الفائز (النجم) من المغنين أو الأغنية الفائزة!!
أما خدمة النص المكتوب فتعتمد على أن يقوم (عميل الاتصالات السعودية) بإرسال رسالة قصيرة إلى رقم خاص بغرض عرضها في إحدى الوسائط الإعلامية وبالطبع على الأخص هو القنوات الفضائية وغالباً تكون لقنوات فضائية متخصصة في بث أغاني الفيديو كليب... التي تجند فتيات وشباب للرقص الخليع والتعري أثناء أداء الأغنية!! وغالباً هذه الرسائل تكون أغلى في سعرها من الرسائل المعتادة!!
وكما هو معروف أن أكبر شريحة مستهدفة لهذه الخدمة هم الشباب الذين يتتبعون هذه البرامج ويتوقعون أن الطرف المعني بالرسالة يتابع البرنامج مثلهم وسيقرأ المكتوب على شريط الرسائل.. ومن مساوئ هذه الخدمة ليس فقط ركاكة أسلوب الكتابة والغزل غير الأخلاقي بل والتعدي على الذات العليا الخالق سبحانه وتعالى في بعض (النكات)!! بل أيضاً التشجيع على متابعة هذه القنوات الهابطة..!!
قد يقول قائل: وما الضرر من هذه الخدمة التي تتوفر لدى البعض من شركات الاتصال؟
الإجابة تنطلق ليس فقط من البعد الاقتصادي بل من الأهم وهو (البعد الديني) الخاص بالحفاظ على الأخلاق والقيم.. فهذه الخدمة ومن خلال دراسة لاستطلاع آراء مجموعة من (الشباب) الذين يعرفون هذه الخدمة ويتعاملون معها تلخصت النتائج في العديد من الآثار السلبية في مجالات الأخلاق والاجتماع والاقتصاد منها:
- تؤدي هذه الخدمة بشكل مباشر إلى تسهيل الاتصال بين الجنسين خاصة في سن المراهقة فأصبح من المألوف ذكر اسم المعشوقة وربما رقم هاتفها وبلدها وأوصافها!! وأحياناً يكون هذا القصد تزجية للوقت والتسلية وليس حقيقة أن هناك معشوقة والتفاخر بهذا الجانب غير الأخلاقي وغير التربوي..
- نشر اللغة البذيئة دون حدود حيث يؤدي هذا إلى إشاعة عبارات جنسية ليست من الحياء ولا من المروءة في شيء، وهذا بدوره يسبب تدنياً في الذوق العام للمجتمع، كما أن هذه الخدمة كما هو واقع حالياً تساعد على نشر لغة الشتائم وغيرها دون رادع من دين وسلطة.
- تسهم هذه الخدمة في بث الكراهية بين المسلمين من جنسيات مختلفة حيث يمكن أن يتطاول مشارك على آخر من جنسية أخرى.. ولعل ما حصل في برنامج (ستار أكاديمي) أبلغ مثال على (التوتر) الذي لم يقتصر على (فئة الشباب) بل تعداه (إلى السياسيين) وغيرهم!!
هناك نتائج أخرى سأعيد كتابتها في المقالة اللاحقة إن شاء الله مع تساؤلاتي النظامية عن هذه الخدمة للمسؤولين في الشركة وفي الدولة عن جواز هذه الخدمة ومن المسؤول عن ذلك؟؟
كتبت المقال د. نوره السعد
______________________________
من المسؤال اذا حدث هذا الامر .. واستفحلت هذه الشركه في بغييها ..؟؟
من المعلوم ان كثير من اولي الامر يرفض هذه الخدمه رفضا قاطعا لما لها من مساؤى
ومنكرات يندى لها الجبين وامور تستغل اسوأ الاستغلال للاهداف الماديه فقط ..
وللمعلومه فان غالبيه ملاك هذه القنوات من هنا ..
ولا يحملون لهذا البلد سوى عبثياتهم ومنكراتهم التي لو طبقوها على عائلاتهم لرفضوها ..
ومن المفروض ان تكون رقابه صارمه على من يحاول العبث في اخلاقياتنا .. ومن يحاول اختراق
محاسن مجتمعنا الذي بدأ البعض ينتهك خصوصيته بامور همهم فيها الماده فقط دون النظر الى الاعتبارات
الاخلاقيه الاخرى ..
ولكن لا نقول سوى حسبنا لله ونعم الوكيل ..