السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
:
:
مشكلتي أن خطيبتي يتقلب مزاجها من فترةٍ إلى أُخرى، وغالباً إذا كان مزاجها متعكرا - وسأذكر أسبابه لاحقا ً- يتعكر الجو كله، بل في كثيرٍ من الأحيان لا أستطيع إخراجها من ذلك الوضع.. حتى إنني أصاب بضرره.. وأسباب ذلك يرجع إلى كونها حساسة للغاية، تثور بسرعة من أي أمر، من المزح، من سوء ظن، من سوء فهم، أقول لها شيئا و تحلله بطريقتها و تؤوِّلُهُ على مزاجها، حتى إنني مللت من كثرة احتياجي لتعليل ما أقوله لها وما أفعله؛ كي نخرج من حالات الخلاف، وللأسف الشديد فإن معظم تصرفاتي واضحة وليست غامضة، وهي تعترف بذلك عندما يعتدل مزاجها وتصح نفسيتها.
وما يُهوِّنُ علي أنها تتصرف بتعقلٍ كبير عندما يكون الجو صافياً، وعندما تتحدث وتتصرف معي ومع غيري بعقلها، فإنني أحسد نفسي على ما رزقني الله، ولكن سرعان ما تتغير تلك الحالة إلى توتر سببه الحساسية المفرطة التي تحدثنا عنها.
وللعلم، فإن تلك الحساسية ليست معي فقط، فهي تتكرر مع صديقاتها ومع أهلي، وكثيراً ما تشتكي بأنها مظلومة ومهضومٌ حقها، وأن فلانة غلطت عليها، وتفهم أي كلام يُثار في مجلس عامٍ هي حاضرته - خصوصاً مع بعض الأشخاص - بأنه موجهٌ إليها، وأنها هي المقصودة لا غيرها، فمثلاً: عندما تلتقي النسوة ويتحدثن عن البنات اللاتي لا تُجِدن الطباخة، فإنها تعتبر الموضوع موجهاً إليها، سواء كان ذلك في منزلنا أو حتى في الخارج..
اعذروني على الإطالة، لكني كنت مضطراً لتبيان الموضوع من جميع زواياه.
أرجو منكم أن أحصل على ردٍ مفصل لحل هذه المشكلات، ولكم جزيل الشكر.
الاجابة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الأخ H :
إن ما تعاني منه - يا عزيزي - من تقلبات مزاج خطيبتك وحساسيتها الزائدة لا يتوقف حل المشكلة عليك أنت، بل هي المسؤولة عن تغيير حالتها، وأنت بإمكانك أن تساعدها، من خلال اختيار الوقت المناسب للحديث معها في هذا الموضوع، فأنت كما تقول أنها عندما تكون في حالة نفسية جيدة تعترف بخطئها، ويقل تأثير مزاجها على انفعالاتها وطريقة تفكيرها..
فعليك اختيار الوقت المناسب للحديث معها، وعموما تقلب المزاج هو نتيجة للحساسية الزائدة، والحساسية الزائدة مصدرها الرئيسي: انعدام الثقة في النفس وطلب الكمال من الآخرين..
لذلك حتى تحل المشكلة.. عليها أن تقوم بتنمية ثقتها في نفسها، من خلال قراءة الكتب المختصة في الموضوع نفسه، أو الالتحاق بالدورات التدريبية حول مهارات الثقة بالنفس وكيفية تنميتها.
أما بالنسبة لمسألة طلب الكمال من الآخرين؛ فهذا يعتبر من طرق التفكير الخطأ، ولعلاج أو لتغيير طريقة التفكير هذه.. ينبغي عليها تحليل تصرفات الآخرين بشكل منطقي، وإعطائهم الأسباب لتصرفاتهم.
إذن.. ما عليك - عزيزي - إلا الأخذ بيد خطيبتك ومساعدتها على التغيير؛ حتى تحصلوا على حياة أكثر سعادة..
مع تمنياتي لكما بالتوفيق.
لها أون لاين :: تقلب المزاج.. أسبابه وعلاجه.