تعرجات الروح.. والجسد
,
تعرجات.. عميقة تصادف الحياة.. تعثرات كثيرة.. تمنع الانسياب.. والطريق..
طريقي الوعر.. يتلذذ ونصب الفخاخ.. بين دروبه الملتوية.. يغريه صنع الألغام..
يعجبه.. وقع السقوط.. يضحك ملء فاه.. لمجرد عثرة ..
تهتز قسماته القاسية.. معلنة انهمار أسراب غربان جائعة.. هو ينتشي.. وقبضات القسوة..
طريقي الوعر.. يحب الكمائن.. طالما فاجأني بأهوال.. من أحجار .. جدران.. و أسوار.. عشق خطاي.. فلم يعد.. يرى سواها ليبثها الحسرة..
طريقي الوعر.. اصطفاني.. من بين جميع الناس.. اختارني.. مرة يوقعني .. في الحفرة.. ومرة ينتشلني منها.. بعد كومة كدمات.. وسلة خيبة.. هو يتباهى.. مزهو بنفسه.. لأقصى درجة.. أوليس .. جارحي.. وبأرصفته يسقيني دوائي..
طريقي .. مخضرم.. دوما أحاول الهروب من أوحاله.. لكنه يمنعني.. بالسلطة.. يجذبها ذراعي.. بالقوة.. أحسها تنخلع عن كتفي .. لا يهاب شيء.. يرميني مزهوا وسط بركه الموحلة..أسمعها صدى ضحكاته العميقة.. تجلجل كياني رهبة.. فأنصاع مرغمة.. هو خبير.. يختفي ويظهر.. بلحظة..
أيا طريقي الوعر.. اسمعني.. أرهف السمع.. لكلماتي..
كرهتك منذ حقبة.. أمقتك.. لا أطيقك .. لا أريدك قربي.. لا أرغبه وجودك تحت قدمي
ابتعد عني.. اختر لكَ.. ضحية أخرى تجرعها المآسي.. تلو المآسي
دعني وشأني.. اتركني وحالي..
طريقي الحميم.. لا يستطيعه فراقي.. ألفه وجودي..
لا يقدره ابتعادي.. أَحبه عتابي ..
تروقه قوته.. أمام رهافة ضعفي..
تعجبه.. قسوته.. جوار قلة حيلتي..
ترضيه.. حدة صوته.. وضحكاته العالية.. قرب رقة صوتي.. وندرة ضحكتي..
أيا طريقي الوعر.. أحسها أرضيتك.. لن تتخلى عني.. أشعرها قيودك.. تكبحه تقدمي.. تنثرها الأحجار الكبيرة.. بين دروبي.. ترغمني.. أن لا أتزحزح.. عن أرصفتك البالية ..
من أين لكَ هذه القسوة؟
كيف توغل فؤادك.. هذا العنف والحدة.. كيف لكَ أن تحبها وقع الصرخة؟
كم أنتَ قاسي
أولا تريد تحريري؟؟
أولا تستطيعه فك أسري؟
إذن تمتع بها قشور جسدي..
فروحي.. لن ترضاه الأسر.. دعها تهفوا للأفق.. دعني أشرد.. وأسيح في الدروب..
دروب من سعادة.. وأمل..
اتركني أتحرر من الكون.. وأسير.. لموطن النسمة..
دعني أتمنى التحول فراشة.. تبيحها الهمسة.. تتيحها الشهقة..
اسمح لي تقمص دور .. زهرة.. فواحة.. ترقد هناك.. في أعلى القمة.. تنشره العبير.. تسقيها اللذة..
يسره لي التحول لخرير مياه.. يرشقها الزخات.. على الخضرة.. يبرره الحديث والذات.. يبرزه السكون.. وروعة الإنصات..
طريقي الحميم.. دعني انسلخ عن جسدي.. وأهبها روحي للأفق.. أحببته يا طريقي حد الجنون.. عشقته حدود الوله.. بيني وبينه حكاية.. لا بل هي أسطورة.. تفي الزمن حقه..
أحبه أفقي.. للمدى البعيد.. للحد العجيب.. أشرد معه للأقاصي .. أهيم غراما.. بسحابه الأبيض المديد.. اتركني أنغرز نجمة بين أحضانه.. أكتفي قربه.. أحتسي شذاه..
دعني أرقد شمسا في وسطه.. تحييه ضوء.. تخترق صفاه..
طريقي الحميم.. غيور كبير.. كبلها الأقدام.. ولم يكتفي بهذا.. بل بناه سقفا.. يحول بين القلبِ والشريان ..
رمم سقفا مشيدا.. ليحجبه عني أفقي الحبيب.. هو طريقي يهوى التخريب....
يتمتع وآهات التعذيب.. حاول ثنيي عن السباحة وأفقي القريب ..
حاول باللمسة .. لم يفلح.. أتبعها صفعة.. اهتزت لها ملامحي الغاضبة.. لم تنجع . . لم تنفعه لغة الترغيب .. فبدأ أسلوب جديد.. بدأ يسقيني مفردات الترهيب..
عاد يسقيني المرارة.. يوقعني في الحفرة.. بعدها ينتشلني منها بالرقة.. يجرعني الخيبة.. يغرقني.. و لهيب الحسرة.. يبيحها لمسات يديه.. ينقشها همسات.. شفتيه.. يغريني.. نسمات النشوة.. يغرقني تراتيل.. اللذة.. يقترب.. مني .. اقتراب المطرقة.. من السندان .. فيتحينه العنف.. ويبديه اللطف.. هو طريقي.. هكذا.. عنيف.. ولطيف في نفس الآن..
أيا طريقي الحميم.. أعرفك.. تعشقني..
أدريها قسوتك.. سبيل لبلوغ .. قلبي..
أحسها أذوات تعذيبك.. منهج.. به تحاول امتلاك روحي..
أشعره تشبث قيودك بقدمي.. طريقة.. تحول دون خسارتك قربي.. رغم ألمي..
أيا طريقي الحميم.. صدق أولا تصدق.. أهواك.. منذ زمنٍ
فؤادي منشطر نصفين.. نصف لأفقي الممتد.. والنصف الآخر.. هو لكَ رغم جموحه ..
أهواكما كليكما..
والذنب.. أؤكد.. ليس ذنبكما
هو ذنبي الوحيد.. تشبثي بأرذال.. الماضي.. الذي يكبلني بالأرض..
وتطلعي .. للأفق.. حيث روحي للمكوث هناك ترغب السكن .. وتنشد ..
ذنبي الأوحد أن الطيران تجرعها الروح.. والواقع الحزين.. التهمه الجسد..
,