كان لي قلبُ كطيرٍ صغير ....يشدو ..يغرد...يغني بأعذب ألحان
نبضاته تخفق بسيمفونية حب...وبمقامات لطربٍ أصيل...ونوتات لا تعرف
الألام والأحزان.
وكانت تتعالى نغمات موسيقاه طرباً حين يأتي من ملك الروح والوجدان
حين يأتيني بلهفة وشوق هامساً(حبيبتي)....ااااااااه هذه الكلمة التي
توصلني لحالة الهذيان.
فتمتد يدي مصافحةً...تأبى التباعد...فتتشابك الأنامل
بعدها يا هول ما يصيبني حين تلتقي العيون وكأنما فيها دعوة
اقتربي وتوسدي صدري....فهو لكِ نبع الحنان.
واقترب بنشوةٍ وكأنني ...غريق تشبث بقشةٍ ليصل بر الأمان.
فأرسو على صدره كأنما اعتليت سفينة مبحرة...لا أحد سواي
مع القبطان....أبحر معه ونمضي غير ابهة إن لم أصل أياً من
الشطأان....
وحين يناجيني يبهجني ويسعدني ويحولني كفراشة تطير من بستان
لبستان....فأعود لأحط ثانيةً بين ذراعيه وأنتشي عطره الذي يفوق
أريج الفل ...الياسمين ...الأرجوان والريحان.
هذا حبيبي الذي كنت من أجله أحيا وبه أسعد...تدخلت بيننا الأقدار
وجارت علينا الأزمان
جاءتنا زائرة اقتحمت علينا المكان.....دخلت دون استئذان
بصرخات توبيخٍ تفجر فيه غضبها كالبركان.
إلهي ارحم قلبي بعد ما أخبرتني بأن عشيقها من أصبح حبه عندي إدمان
وعشقي له بكل نبضة قلب...ويسري في دمي بكل وريد وشريان.
أسمعتني مر الكلام فشربته ..وركضت هاربة من ذاك المكان
سرت أتخبط بمفترق طرقات لا أدرك شيئاً مترنحةًَ كثمل سكران
هكذا تحولت حياتي جحيماً وقد خلتني اعيش بنعيمٍ وجنان
وأن من أحببته ملكاً بصورة إنسان....فلم أدرك ما كان سوى
انساناً يتجسده شيطان.
فيا دمعي انهمر...ويا أوصالي تمزقي...وأنت يا قلب أوقف نبضك عن الخفقان
ويا حبر مدادي توشح سواداً...فكلماتي تبعثرت وحروفي تشتتت....ونثري غيّر العنوان
فما بيت الحب الذي سكنته كان واهناً....فقد بان بأنه قصر الأحزان
يا قلب اصبر فما لك مع الحب نصيب....وعش سرك بكتمان
واطلب الرحمة واللطف من الله....فلن تجد غيره الحنان المنان.
![]()