أيها الفقير: صبر جميل, فقد سلمت من تبعات المال, وخدمة الثروة,
وعناء الجمع ، ومشقة وحراسة المال وخدمته ، وطول الحساب عند الله .
يا من فقد بصره : أبشر بالجنة ثمناً لبصرك ، واعلم أنك عرضت نوراً
في قلبك ، وسلمت من رؤية المنكرات, ومشاهدة المزعجات والملهيات.
يا أيها المريض: طهور إن شاء الله فقد هُذبت من الخطايا, ونقيت من
الذنوب, وصُقل قلبك وانكسرت نفسك, وذهب كبرك وعجبك.
لماذا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود, وتنسى النعمة الحاضرة
وتتحسر على النعمة الغائبة, وتحسد الناس وتغفل عما لديك.
ولا بد من شيء من المرض يذكرك العافية, ويجتث شجرة الكبر ودرجة
العجب ليستيقظ قلبك من رقدة الغافلين.
كن كالنملة في المثابرة, فإنها تصعد الشجرة مائة مره وتسقط ثم تعود
صاعدة حتى تصل, ولا تكل ولا تمل.
وكن كالنملة فإنها تأكل طيباً وتضع طيباً وإذا وقعت على عود لم
تكسره
نسئل الله العلي القدير ان يجعلنا واياكم من يتبع طريق الهدى وان يغفر لنا سيئاتنا الله آمين