.
.
.
.
.
.
بالأمس حدث لي أمرٌ أحزنني جداً ..و جعلني مغموماً طوال الليل . فقد ذهبت مع صديقي إلى البر ..وكان الجو ممطراً وجميلاً..وكما تعلمون أن رؤية البر في الاجواء الممطرة ..ورؤية الكثبان الرملية المبتلة ...يداوي النفوس ويشرح الصدور ..وله متعة خاصة لا يعرفها إلا ابناء الصحاري والبران ...ونحن نتجول في البر ..و نبحث عن مكان جميل ..نستريح فيه و نستمتع باشعال النار وتجهيز القهوة ..تعجبت حقيقة من ازدحام البر وكثرة العوائل ...ففي السابق لم تكن العوائل تخرج كثيراً للبر ...إلا في العطل وفي المخيمات فقط ...ولاتذهب إلى أماكن التطعيس وتجمعات الشباب ...أما الأن ففي كل وقت وكل مكان ...حتى الأماكن الجميلة المعروفة في البر ..تحيط بها العائلات ولا نستطيع الأقتراب منها .
ونحن نتجول وجدنا سيارة عالقة في الرمال ..فاقتربنا منها ووجدنا سائقها آسيوي ومعه عائلة ..وخرجت من السيارة أمراة متوسطة بالعمر ...تلبس نقاب ( قزوني انا ما أقز ) وهو يختلف عن نقاب قزّ ولاتقزّ ..وكانت متبرجة ....المكياج والكحل يغطي النصف العلوي من وجهها ..وسأسألكم سؤال : هل هناك أحد يطلع للبر ويتمكيج ؟؟
المهم طلبت مساعدتنا ..وأخبرتنا أن السائق لايعرف القيادة في البر و أن لهم أكثر من ساعة مغرزين ..ثم ألتفت إلى ونظرت نظرة ذات مغزى وقالت : ساعدنا ياعيوني .. ..طبعاً هذه المواقف تحصل معي كثيراً ...وأنا معتاد عليها ..وبعد أن ساعدناهم ..جلست تتشكرنا وأننا رجال شهمين ...ثم التفت إلي مرة أخرى وقالت ...والله ماحسينا بالدفى إلين شفناكم ...والحمدلله أن جوالي رن ونجوت من الموقف بأعجوبة .
ثم ذهبنا بعيداً عن العائلات ..و أشعلنا النار ..وجهزنا القهوة .,فأتصلت على صديق لنا ..أدعوه لتناول القهوة معنا ...فسخر مني وقال ..طالعين بـ برنا :والله لو كنتم في الربع الخالي لأتيتكم ..أما هنا ..فلن أحتمل رؤية الفتيات فوق الدبابات ..لن احتمل مناظر الفساد والفتنة ..ياصاحبي ..كل شيء في وقتنا أصبح للنساء..الاسواق ..الحدائق ..الشاليهات ..المستشفيات ..الوظائف ..المولات ..مقالات الصحف ...الأنترنت...وكل شيء ..والأن لم يتبقى إلى البر ليأخذوه منا ...والله لن آتيكم إلا في الربع الخالي ..وعسانا نسلم ...ثم أقفل السماعة .
حقيقة أنني فكرت في كلام صاحبي .ورأيته لايخلو من الصحة ..فقد أمتلاء البر بالنساء ..ولم يعد له طعم مثل السابق . ..وكل مكان تجتمع فيه النساء يظهر فيه الفساد... لقد تبدلت رائحة المطر والربيع , برائحة العطور وزيوت الشعر ..إذا هبت الرياح لا تشم إلا رائحة كريم دوف ..او تشم عطر elle...حتى المطر أتخيله قطرات من زيت دابر ..لقد تبدلت رؤية الاشجار برؤية الفتيات فوق الدبابات .لقد شعرت بخيبة أمل كبيرة ...وأحزنني هذا الأمر جداً ...حتى أن صاحبي يخبرني أن الغزل منتشر في الصحراء ....تخيلوا لو أن المرأة العالقة في الرمال ..وجدت شخص آخر غيري ..ماذا سينتج من ذلك ...فـ جهزوا أمتعتكم أيها الرجال ..ولنذهب إلى الربع الخالي ...وعسانا نسلم على قولة صاحبي ...هذا والله أعلم ..
.
منقول