بسم الله الرحمن الرحيم
اجوبة سماحة الشيخ :عبد العزيز بن عبد الله ابن باز ـ رحمه الله ـ
فى حادث التفجير الذى وقع فى مكة المكرمة عام (1409 هجرى )
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لقد استنكر العالم الاسلامى ما حدث فى مكة المكرمة من تفجير مساء الاثنين 7 ـ 12 ـ 1409
واعتبروه جريمة عظيمة ومنكرا شنيعا , لما فيه من ترويع لحجاج بيت الله الحرام , وزعزعة للامن ,
وانتهاك لحرمة البلد الحرام ,وظلم لعباد الله , وقد حرم الله سبحانه البلد الحرام الى يوم القيامة , كما حرم دماء المسلمين واموالهم واعراضهم الى يوم القيامة , وجعل انتهاك هذه الحرمات من اعظم الجرائم واكبر الذنوب , وتوعد من هم بشىء من ذلك فى البلد الحرام بأن يذيقه العذاب الأ ليم , كما قال سبحانه : " ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ." ( الحج 25 ) .
فاذا كان من اراد الا لحاد فى الحرم متوعدا بالعذاب الاليم وان لم يفعل , فكيف بحال من فعل , فان جريمته تكون أعظم ,ويكون احق بالعذاب الاليم . وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم امته من الظلم فى احاديث كثيرة , ومن ذلك ما بينه للامة فى حجة الوداع حين قال عليه الصلاة والسلام :" ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا الا هل بلغت ؟ " فقال الصاحبة : (نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت ) ,فجعل يرفع اصبعه الى السماء وينكبها الى الارض ويقول :" اللهم اشهد اللهم اشهد" .
وهذا الاجرام الشنيع بايجاد متفجرات قرب بيت الله الحرام من اعظم الجرائم والكبائر ,ولا يقدم عليه من يؤمن بالله واليوم الآخر , وانما يفعله حاقد على الاسلام واهله وعلى حجاج بيت الله الحرام , فما أعظم خسارته , وما اكبر جريمته , فنسأل الله ان يرد كيده فى نحره , وان يفضحه بين خلقه , وان يوفق حكومة خادم الحرمين لمعرفته واقامة حد الله عليه , انه سبحانه ولى ذلك والقادر عليه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
اجوبة فضيلة الشيخ : د . صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ
السؤال :احسن الله اليكم : هل القيام بالاغتيالات وعمل التفجيرات فى منشآت الحكومية فى بلاد الكفار ضرورة وعمل جهادى ؟
الجواب : الاغتيالات والتخريب هذا أمر لا يجوز , لانه يجر على المسلمين شرا وتقتيلا وتشريدا , انما المشروع مع الكفار الجهاد فى سبيل الله و ومقابلتهم فى المعارك , فاذا كان عند المسلمين استطاعة بأن يجهزوا الجيوش , ويغزو الكفار , ويقاتلوهم كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم لما
هاجر الى المدينة , وصار له انصار واعوان , اما التخريب والاغتيالات فهذا يجر على المسلمين شرا .
الرسول صلى الله عليه وسلم يوم كان فى مكة قبل الهجرة كان مأمور بكف اليد , (( الم ترى الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة )) ـ النساء 77 ـ كان مأمورا بكف اليد عن قتال الكفار , لانه لم يكن عنده استطاعة لقتال الكفار , ولو قتلوا احدا من الكفار لقتلهم الكفار عن آخرهم , واستأصلوهم عن آخرهم ,لانهم اقوى منهم , وهم تحت وطأتهم وشوكتهم.
فالاغتيال يسبب قتل المسلمين الموجودين فى البلد الذى يعيشون فيه كالذى تشاهدون الآنوتسمعون, فهو ليس من امور الدعوة ,ولا هو من الجهاد فى سبيل الله , كذلك التخريب و التفجيرات , هذه تجر على المسلمين شرا كما هو حاصل , فلما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عنده جيش وانصار حينئذ امر بجهاد الكفار .
هل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يوم كانوا فى مكة , هل كانوا يعملون هذه الاعمال ؟
ابدا , بل كانوا منهيين عن ذلك .
هل كانوا يخربون اموال الكفار حين كانوا فى مكة ؟
ابدا كانوا منهيين عن ذلك
مأمورين بالدعوة والبلاغ فقط, اما الازام والقتال فهذا انما كان فى المدينة لما صار للاسلام دولة .
*********************
المصدر : فتاوى الا ئمة فى النوازل المدلهمة
اعداد :
أهل الحديث