((( حبك بقلبي عائش ما بعد مات \\\ ولك في خيالي ذكريات قديمة )))
دخل علي صديق وهو يردد ذلك البيت وهو ممسك بالجريدة وعلى وجهه الامتعاض
طالعت فيه وقلت ألا يهز الشعر مشاعرك، لماذا تردد هذه الأبيات، وأنت تتأفف
رد بصمت منكسر ، ياعزيزي اللي ما يدري ما يدري ،
قلت : ولكن الشعر ياصديقي واضح المعاني ، يهز القلوب ، ويحرك المشاعر
ويرسم خيالات جميلة ،
قال : يكفي بالله ما يحس بالنار إلى رجل واطيها
قلت: يبدوا انك مغرم ، انه الحب ياصديقي ولكن هل تعشق غير زوجتك !!؟؟
قال : ليتي لم أتزوجها
اقتربت منه وقلت يبدوا إن الأمر اكبر مما كنت أظن
اطرق واجما وهو ينظر بالجريدة
قلت: ما بك
قال: اسمع اسمع هذا البيت
تشهد على ما قلت دموع غزيرات \\\ وحالا عقب فرقاك صارت سجينه
اقتربت ونظرت إلى الجريدة ووجدت اسم(زوجته )يتذيل أسفل ألقصيده
قلت : إذن هي شاعرة
قال: ليتها لم تكن كذلك
قلت : لماذا يا صديقي الشهرة أمر مطلوب وهذا جانب ثقافي شعبي
تفخر به الأوساط الإعلامية والشاعر له مكان مميز في مجتمعنا
قال: ليكن كل ذلك للشاعر أما للشاعرة فإنها مصيبة
قلت : وهل يوجد اختلاف بين شاعرية الرجل وشاعرية المرأة
ثم اطرق صامتا ولم يجب
قلت : من حق ألصداقه التي تربط بيننا أن تفتح قلبك وتصارحني بما يعتلج فيه
قال : بعد برهة حينما تصبح زوج شاعرة فأنك تعيش في كل دوائر الهم والشك والغيرة وتجعل من كل تصرف من تصرفاتها أمر مريب
قلت : اتق الله يارجل
قال: ضع نفسك مكاني زوجتك معك وتتغزل في رجل أخر وتقول له
حبك بقلبي عائش ما بعد مات
أنا زوجها ولا زلت موجود بقربها فمن هو ذلك الحبيب التي تتباكى عليه
واسمع ماذا تقول في الشطر الأخر
لك في خيالي ذكريات قديمة
ماذا تظن تلك الذكريات
هل هي محادثات هاتفيه ؟ هل هي صور ورسائل غرامية؟
قلت : ولماذا لا تواجهها وتسألها
قال: تعبت يا صديقي من السؤال ولكن جوابها أنت حبيبي الأوحد
قلت : ربما تكون صادقه
قال: وربما تكون كاذبة
قلت: ربما تكون هذه القصائد فيك أنت
قال: هي تتغزل بشاب وسيم ممشوق القوام وأنا يالله من فضلك مثل مانت شايف دحرجه
ألا يكون هو فارس أحلامها
قلت : يجب أن تصارحها
قال: أنت لا تحس بما يعتمل في صدري أنا حتى في نومها وفي شتى أوضاعها أتنصت لهمساتها وتأوهاتها لعلي اصطاد اسم ذلك الحبيب لأقتله
قلت: يا رجل تعوذ بالله من الشيطان ولا تجعل الأمر يصل إلى هذا الحد
قال: أتعرف ما ذا قالت حينما صارحتها بما يختلج بقلبي من شك
لقد قالت والغنج يخالط ابتسامتها الصفراء لا تكن إنسان رجعي أنا موهوبة ولدي ملكة أدبية وكل الرفيقات
يفضين لي بأسرارهن وأتفاعل معهن واكتب بقلمي أجمل صورة تصف مشاعرهن
قلت : ربما تكون صادقه فاتق الله ولا تجعل الظن يهدم حياتك
قال: الم يقول المثل العربي سؤ الظن من حسن الفطن *
وهل يجب علي أن اترك لها العنان تتغزل بمن تشاء لا نفي تهمة الرجعية عني
ثم قام من عندي وخرج وقبل أن يغادر المكتب نظر إلي وقال وربما تكون كاذبة
جلست وحيدا اقلب الجريدة التي تركها وأتمعن بأبياتها
وأحببت أن اطرح عليكم هذه التساؤلات
1ـ هل جميع أزواج الشاعرات يعيشون هذه الحالة ؟
2ـ هل يفتخر زوج الشاعرة بشاعرية زوجته وقصصها الغرامية ؟
3ـ ألا تعتبر الأحاسيس والمشاعر حق خاص لكل إنسان لايحق للآخرين فرض وصاية عليها حتى ولو كان الزوج ؟
4ـ من منكم يتمنى أن تكون زوجته شاعره ؟
5ـ هل من حق الشاعرة أن تختار زوجا في بيتها وفي عقلها حبيب ؟
6ـ هل ما ينطبق على الشاعرة ينطبق على الاديبه والكاتبة ؟
7ـ هل أصبح مجتمعنا يتقبل تلك المقولة ( يجوز للشاعر ما لايجوز لغيرة ) والشاعرة في حكمها
8ـ والسؤال الأخير ولو صدقنا ما يعتلج بقلب صديقي من شك
هل يسع قلب المرأة لحب أكثر من رجل واحد في وقت واحد ؟
أتمنى أن تجد هذه الأسئلة متسعا لديكم للإجابة عليها
،،،، تحيتي ،،،،