الفصل شتاء
شتائي سماؤه ملبدة الغيوم بلا أمطار
مدفأتي ملأتها حطباً وجمراً..لكنها بدت بلا نار
لهيبها كأنها ثلوج ...عواصف وإعصار
أغطيتي الصوفية السميكة..باتت كرقة ورق الغار
معطفي ..قبعتي..قفازتي لا تقيني برداً خارج الدار
*********************************
رحل الشتاء وأتى الربيع
ربيعي أرضه بنية اللون معدومة الخضار
فلا حدائق ورود..ولا جنائن أزهار
أغصان تقف عاريةً على سيقان الأشجار
أعشاش مهجورة متناثرة بلا أطيار
سماء مرصوصة بأجرام معتمة بلا أنوار
الناس أمامي من نفس فئة الأعمار
لم أر أي طفل فكلهم شيوخ كبار
وكبرى المدن المعمورة كأنها..أرض بور قفار
********************************
ودعني الربيع وأتاني بالصيف
صيفي شمسه غابت في النهار
نسيم الليل لا يأتيني بالجوار
قطرات الندى تهابني ...وكأني من الأشرار
أما وقت استجمامي..فإلى أين؟؟ولم يعد هنالك بحوراً أو أنهار
والطرق أمامي وعرة مغلقة...فلا أسفار
أما طعامي فقد انعدم...فلا فاكهة ولا خضار
الأشجار كلها عاقر عقيم من الثمار.
***************************
انقضى صيفي وقدم الخريف
خريفي لا يوجد عنه أي أخبار
لأن حياتي تشبهه ...مهما لف الزمن ودار
هذا قدري يوم عشقتك أيها الخائن الغدار
بخيناتك قتلتني بلا رحمة..أيها القاسي الجبار
فالعذاب والدمع صحبتي للأبد ..فلا خيار
ولا لحن حب بعد اليوم أعزفه على الأوتار
إلى هنا توقفت مسيرتي....وها هنا أخر المشوار.
*********************************
![]()